بحاجه إلى بيان عاجل من رئاسة الجمهوريه! بقلم : محمود الشربينى ----------------------------- قبل أن تقرأوا: قال رئيس الجمهوريه فى حفل افتتاح مشروع الاسكان الاجتماعى فى مدينة بدر أنه لا احد فوق المساءله .. حتى فى مؤسسة الرئاسه .. وقال" من كام شهر اتصلوا بيا إن فيه تجاوز فى مؤسسة الرئاسه. ولما سألونى قلت والله يتحاكموا وهو مفيش حد مبيغلطش واللى يخطيء يتحاسب وهذا لايؤثر على أحد ولا مجال للمحسوبيه ومفيش مجامله لأى شخص ولايوجد مجال لذلك"! - هذا ماقاله الرئيس . "معلومه"-غير مكتمله- عن "تجاوز" فى مؤسسة الرئاسه وانه يرى محاسبة المخطئين.. لكنه لم يقل لنا "من هؤلاء".. وفيما تجاوزوا وماحجم التجاوز وفى أى قطاع ومن هم الذين اتصلوابه وهل تمت محاسبة المتجاوزين فعلا وباي وسيله؟! - ذات حوار صحفى إستمر حتى الفجر مع المبدع "صالح مرسي" ، وكان فى أوج شهرته وقمة ابداعه، حيث كان يعرض له رائعته " رافت الهجان"، هاتفه زميلنا ( النائب حاليا)مصطفى بكرى ودار حوار بينهمأ حول رجال المخابرات.. وقتها كان بكرى ينشر- أو نشر بالفعل- مذكرات أحمد كامل نائب رئيس جهاز المخابرات. كان الصحفيون قد تعرفوا على الشخصيات الحقيقيه لابطال المسلسل : فالتراود بيتون .. محسن ممتاز.. مصطفى عبد العظيم ..عزيز الجبالى.الخ.. ويبدو أنه – بكرى- كان قد التقى أحد رجال المخابرات من هؤلاء، ممن لهم دور فى زرع رافت الهجان فى إسرائيل.. وفهمت من سؤال صالح مرسي لبكرى انه" مطلعش منه بحاجه" كما هى العاده فى الحديث مع رجال المخابرات! - الرئيس السيسي -كرجل مخابرات- " مطلعناش منه بحاجه" نحن أيضا.. فكل التساؤلات السابقه وأكثر منها لم يقدم لنا اجابات عنها! صحيح انه يحمد له انه لاول مره يتحدث عن واقعة تجاوز فى فترة حكمه، وأين ؟ فى مؤسسة الرئاسه التى هى تحت إمرته شخصياً .. لكن السؤال لماذا لم يُعْلن من قبل عن هذه الواقعه؟ لماذا لم تذع تفاصيلها ؟ لماذا لم ترفع للقضاء فتحقق فيها الاجهزه الامنيه تحقيقا شاملا ومتكاملا وتكون علامة فارقة فى رفض اعلى مراتب الدوله لاى تجاوز بحيث يصبح لكلام الرئيس كل المصداقيه عندما يقول بثقه كما قال "انه لاأحد فوق المساءله وان المخطيء يجب أن يحاسب" فيصبح هذا مناخا عاما ومنهجا شاملا فى العقاب ، يجعل دولة الفساد العميقه فى مصر تتآكل وتنهار بتعاقب الفضح والتعريه والحساب! - لماذا لم تحول القضيه للقضاء ياسيادة الرئيس ولماذا لم تقل لنا كل التفاصيل؟ - نحن محتاجون الى بيان تفصيلى من الرئاسه عن الواقعه.فمبلغ علمنا ان ماقاله الرئيس كان أول حجر يلقيه بنفسه فى بحيرة فساد تزكم روائحها الانوف .. ومازالت تحسب على الدوله فى عصورها السابقه، وأصبحت تحسب على الدوله فى عصر الرئيس السيسي ! عجز القانون والتشريعات عن ملاحقة الفساد والمفسدين ، بات أمراً واقعا ومحسوماً فى مصر ، فالكل مجمعون على الفساد السائد فى عصر مبارك والذى لم يقترب منه " إخوان مرسي" مطلقاً، ولايختلف أحد على أن رجال دولة مبارك الفاسدين إستغلوا ثغرات القوانين فى الخروج " زى الشعره م العجين" ونالوا أحكاماً بالبراءه ،هنأهم عليها مواطنون مصريون .. رأوا فى ذلك إعلاء لحكم القضاء وسيادة القانون ، مع أن شواهد الأحداث والوقائع على الأرض تنبيء يقيناً بفساد عارم كلنا شركاء فيه. فليس منا من لم يرشو وليس منا من لم يحاول وليس منا من لم يعتدى على الاراضى الزراعيه ومن لم يسعى بالواسطه للحصول على حق غيره وليس منا من لم يتعامل مع شركات الصرافه فى السوق السوداء يقصم بها ظهر الاقتصاد المكسور من الأساس.. كل هذا- وغيره- فساد نمارسه جميعاً الا من رحم ربى ! نحن بحاجه الى مسافه رهيبه بين الدوله والفساد والمفسدين. ولا أخفيكم أنه منذ إقالة المستشار هشام جنينه لمجرد حديثه عن فساد بالمليارات فى مؤسسات الدوله ، ومن دون أن نسمع له وان نعتبر هذا "معولاً" قويا يهشم رؤوس الفساد ..ونحن نقدم الرسائل الخاطئه بأن الدوله لاتجرؤ على الإقتراب من مافيا الفساد فى مصر.نعم هذا العزل المفاجىء وبهذه الطريقه أعطى رسالة خاطئه بان المفسدين آمنون من العقاب فى الدوله التى باتت تخشي كشف عوراتها وعيوبها ومساوئها لكى لايجيرها الإخوان وأصدقائهم وحلفائهم لصالح الإخوان ( وهم مفسدون) .هذا الوهم - وهم التجيير المقيت لكل فضيحه وانها ستصب فى صالح الإخوان- يجب أن يزول. بعد أن قرأتم: لاأرى أن يمر كلام الرئيس السيسي عن واقعة التجاوز فى مؤسسة الرئاسه على أنه مجرد جمله اعتراضيه " منطلعش منها بحاجه" على طريقة أحاديث رجال المخابرات.. وإنما ادعو الرئيس مخلصاً .. مخلصاً.. أن يعلن لنا التفاصيل كلها فى بيان رئاسي تقطع به الدوله كل علاقتها بالفساد والمفسدين ، وتؤكد أنها لاتتستر عليهم ولاتمنحهم قبلة الحياه مجدداً بداعى " انه مفيش حد مبيخطئش" كما قال الرئيس .. فالصواب انه مفيش حد مبيخطئش فعلا لكن الاكثر صواباً هو ان الكل - المخطيء-يجب أن يحاسب وان يلقى عقابه وجزاءه التام والناجز .. هذا إذا كنا نريد ان نعطى الوطن والشعب كله " قبلة الحياة"! شكراً لرحابة صدرك سيادة الرئيس.....