ارفع راسك فوق .. إنت صحفى – بقلم : محمود الشربينى
-----------------------------------------------------------------------
-قبل أن تقرأوا:" إنهم يكرهوننا"!
- هل أدلكم على مدى كراهية الدوله للصحافه والصحفيين؟!ليس إقتحام النقابه فقط لاعتقال زميلين، وليس حصاراً مدججاً بالأسلحه الفتاكه لكل محيط النقابه . وليس إستئجاراً للبلطجيه، والشراشيح ( والشرشوحات) لإهانة - وإخراس-ذوى الآراء المخالفه لآراء أهل الحكم ..دعونى أسوق هذه الواقعه الكاشفه: فالجماعه الصحفيه تحتفل هذه الأيام باليوبيل الماسي لنقابتها العريقه ، ولم يحدث فى ظنى أن أبرق رئيس الدوله أو رئيس وزرائه أو رئيس مجلس النواب مهنئين الجماعه الصحفيه بهذه المناسبه، بمايعكس نظرتهم للصحافه باعتبارها تنويرا وتثويراً، وتنمية وبناءً، وكشفا لعيوب المجتمع وثغراته وعيوبه وفساده!
-لم يقل الرئيس "كلمة حب" للصحافه ولا للنقابه ،ومثله لم يفعل " بصراحة" رئيس الوزراء ..ولم تطرأ على ذهن رئيس مجلس النواب ولو " فكرة" إرسال جمله تهنئه واحده تقديراً لهذه المهنه، التى نعتبرها نظره من " ثقب الباب" .. " نحو النور"!
-إنهم يكرهوننا! تلك هى الحقيقه!
-لطفاً تمهلوا قليلا..ولاتقولوا لى أن وزراء الثقافه والرياضه والتضامن حضروا الاحتفاليه،فهذا مجرد إجراء بروتوكولى شكلى .. لكن الإجراء الحقيقي الذي كان يعكس -فى تقديرى- تقدير أهل الحكم للجماعه الصحفيه ، هو هذا المستوى الأعلي للحفاوه ، تجاه إحدى أعرق نقابات الرأي فى مصر.. ولكنه لم يحدث!
******************
-إنهم يكرهوننا ، فيرهبوننا ببلطجيتهم يجلبونهم للعدوان علينا وضربنا، بل وافتراسنا اذاتمكنوا؟ من الذى سمح للبلطجيه بالتواجد فى محيط نقابتنا؟ واستخدام كل مالذ وطاب لهم من بذاءات بالألفاظ والإشارات للسخريه منا وإظهارنا كأننا خونه مأجورين، بل تنتشر هذ الجمل والتعبيرات والبذاءات فى بوستات بالجمله ، نشرها مصريون على صفحاتهم تعليقا على صور لصحفيين تعرضوا للضرب المبرح ؟ مناخ الكراهيه يسود فى مصر الآن..ربما لهذا علاقه "بمراحل الانتقال" التى نعيشها، لكن المحزن أن تكون هذه الحاله من كراهيه الصحافه والصحفيين موجوده أيضاًلدى قطاعات من الشعب ؟! نفهم أن تكون موجوده لدى أهل السلطه "اللاديمقراطيه".. لكن أزمة إقتحام النقابة كشفت عن إمتلاء الفضاء المصرى بغضب و كراهيه غير مسبوقه حتى لكأننى أشعرأننا دخلنا مرحلة "الحرب الأهلية الصامته"!
نلمح بقسوه شعوراً دائماً بالرغبه فى المواجهه والانقضاض ، يفوق الرغبه فى الحوار والتسامح والتواصل الانسانى !إنقسم المصريون فرقاً وأشياعاً رغم أن الدوله ورئيسها يراهنون على تماسك الشعب وتلاحمه!؟ من أين سيأتى؟ من اين؟ والشحن اليومى كله تخوين واتهام للمعارضه بالعماله..حتى أن البعض كتب مذكراً بسحق المعارضين فى "الميدان السماوى" بالصين! ولاقى ماكتبه إعجاب "صحفيين" !
مالجريمه التى ارتكبناها؟دفع الصحفيون الثمن فى كل العصور، وأقربها عصرى مبارك، والاخوان..هل فقدت الأمه الذاكره ، بحيث أن كلمة نقد واحده لرئيس الدوله -أمام أو خلف "بالعى الزلط" للرئيس- قد تكلفك فوق العداء مع الدولة، مواجهة مع أباطرة "الشرشحه"، من رافعى " الإشارات البذيئه" وهل هذه هى مصر السيسي التى يريدها؟ والتى لم نسمع كلمة نقد واحده لها؟ ألا تخجلون؟
- من المفارقات الآن أن يتفاقم الشعور بالكراهيه للصحافه والصحفيين والإعلام ،فى زمن أحوج ماتكون الأمه فيه لصحافه حره.. قويه ..مستقله.. وليست مطيعه وليست مطيه للحاكم! أما "أم المفارقات" فتكمن فى تفاقم هذا الشعور المهين، بينما الصحفيون يحتفلون بالعيد الماسي لنقابتهم العريقه"! إحتفلوا بعيدهم على وقع اقتحام الشرطه للنقابه واعتقال صحفيين من داخلها.. وحصار شديد عنيف للامن لمحيط النقابه فى يوم اجتماع جمعيتها العموميه!
- كراهيه واقتحام وحصار .. وجد قبولا من قطاعات مؤيده للدوله ،رغم كل ما قدمته الصحافه المصريه على مدى 70 عاما لهذا الوطن من تنوير وتثوير وتوعية!تشوه يعكس وجهاً من أوجه "التغيير" العاصف الذي إجتاحنا تجاه هذه المهنه !المدهش أنه تغيير إجتمعت عليه "جماعة السيسي" و" جماعة الاخوان" فى آن!فجماعة الإخوان لم تنسي تأييدنا لثورة يونيو وأسمونا "إعلام العار"، جماعة السيسي الآن تسقط فى نفس المستنقع وتستخدم نفس التوصيف فى الهجوم علينا؟ والأكثر إدهاشاً أن يلقىَّ ذلك قبولاً بين "صحفيين" زملاء مهنه!!لننظر إلى رد الفعل الحاصل تجاه الاعتداء على أحد الصحفيين .. أظهر الكثيرون شماتتهم وتشفيهم فيه بدرجه كبيره! هل هذا معناه انه مؤثر لدرجة أنه أوغر صدور خصومه ضده إلى هذا الحد؟ وليس وحده .. نفس المصير يلقاه ساسه آخرون وكذلك نقيب الصحفيين يحيى قلاش ! فلمجرد ان يحيى رد على أحد اللواءات وقال له "انا نقيب صحفيين ومش نقيب عند الداخليه" اعتبر البعض هذا الكلام نوعاً من التعالى والعنصريه، رغم ان يحيى قال حقيقةً ولم يقل خيالاً أو تهويمات ،فهو نقيب منتخب لصحفيي مصر.. أما إتهام النقابه بأنها يسيطر عليها مايصفه البعض بأنه تيار سياسي واحد فهذا ليس عيباً في هذا التيار الذي استطاع الفوز بثقة الصحفيين، بقدر ماهو دليل فشل وتراجع التيارات الاخرى عن ان تحقق تمثيلاً كهذا فى انتخابات حره نزيهه جرت فى العهد الحالى !
- الذين أوغرت صدورهم ضد النقابه توقفوا عند تصريحات يمكن الاتفاق او الاختلاف معها من جانب النقيب ومجلس النقابه ولم يتوقفوا عند حالة التشفى والشماته والاستفزاز، بل والبلطجه والشرشحه الموجهه تجاه نقيب ومجلس نقابه وصحفيين يحاولون الدفاع عن حرمة نقابتهم واستقلالية كلمتهم .. لم يتوقفوا عند تواجد "قطيع" لم تكن له علاقة بمايحدث بشكل مباشر! قطيع تجده عند دار الحكمه يشتم ويهين ويعتدى على الاطباء ، وتجده عند نقابة الصحفيين يسب ويشتم ويهتف ضدهم " ليس على راسهم ريشه" وليسوا فوق القانون ! من قال ان الصحفيين فوق القانون.. هذا قول بشع يراد به تحقيرنا.. لأن المطلوب حصانه للصحفيين وحماية لهم لأنهم على النقيض من كل مؤسسات الدوله ؛ الرئاسه والحكومه والنواب والمؤسسات الأخرى وإذا لم تكن للصحفى حمايه وحصانه معنويه وتوقير لدوره فلن يواجه رئيساً أو غفيراً! الصحافه اسقطت بيرلسكونى وشيراك ونيكسون .. و"نواب الكيف" و"نواب القروض" و"نواب سميحه" هل تذكرون؟ من جلب البلطجيه والنائحات للنقابه ؟ من يدفع بهم فى كل ازمه مع الدوله ليستقوى بهم على معارضيها؟من ؟ اليس هو جهاز الأمن الذي يحكم الدوله اليوم؟ وهل من الممكن أن تتقدم الدوله بهذه الاساليب العتيقه؟
- أصبحنا نعيش كل يوم أزمه، ونخرج منها إلى غيرها. الازمات أصبحت خبزا يوميا على كل موائدنا ، حتى ضج الناس منها ، وربما اختلط عليهم الامر ، فاعتبروا ان كل الاطراف "الأخرى" مخطئه وعميله وخائنه متوهمين أنها هى التى تصنع الأزمات!
- بعد أن قرأتم :ماذا جرى للمصريين ؟ وماذا جرى لفريق من الصحفيين المؤيدين للدوله، الذين نراهم مغتطبين وشامتين فى بعضهم البعض ،فيما يرى البعض الآخر أن الانتصار للدوله فى كل الاحوال ضروره حتى لايجير الإخوان الهزيمه على انها هزيمة للرئيس نفسه! إنهم ينتصرون للرئيس وحكومته ووزيره للامن ولو على حساب القيم العليا التى تشدقوا بها زمنا طويلاً ! لقد سقطوا فى كل اختبار ، أما مبادؤهم فثبت انها أوهى من خيوط العنكبوت!
- لكل هؤلاء وأولئك لانملك إلا ان نتحداهم بشعار الفخار : إرفع راسك فوق .. إنت صحفى.