التخوين .. على وقع تهادى سحب الدخان! - بقلم : محمود الشربينى
-------------------------------------
قبل أن تقرأ:
-------------
تمتع بفنجان قهوتك ، وسحب دخان سجائرك، وقدماك الممدتان على أريكتك، وافتح صفحتك الشخصيه واكتب (بكل بلاهة أو خفه أو ثقة.. لايهم)مايلى: يحيى، وحمدين، والبرادعى، وصحافيون ونقابيون وحقوقيون  وغيرهم : خ و ن ه. (خونه)..مندسون .. متمولون ..يريدون إسقاط مصر.. ثم خذ نفساً عميقاً.. فقد ناضلت وتعبت ..كنت النائب العام .. وكاتب صحيفة الادعاء.. وكنت القاضى .. وكنت السجان والجلاد فى آن واحد .. فتنفس الآن الصعداء.. لقد فعلت مايتعين عليك فعله، وأديت الامانه تجاه الوطن، وحميت مصر من السقوط( لاقدر الله).. لقد خَوَّنْتَ  هؤلاء وانتهى الموضوع !يالها من مهمة.. وياله من دور.. ويالك من مناضل عتل.. "وااووو".. و.."داااال" .. و" ذااال "وكل حروف الأبجديه !
لابأس ..كل هذا ممكن وأنت فى هذه الوضعيه.. وضعية التمدد..ومتابعة تهادى سحب الدخان وتهاويمها فى السماء.. فقط لاتنسي انك كما تدين تدان.. فأقسي اتهام  يوجهه الاخوان (المجرمون) إلى وزير دفاع مصر السابق هو " الخيانه".. يقولونها ببساطه.. ويولولون.. ويعددون.. ويندبون ليلاً ونهاراً: السيسي خاين .. السيسي خاين.. السيسي خاين! 
ويعطى شخص مثل الدكتور محمد الجوادى من وقته ومن صحته المعتله الكثير لاثبات أن الرجل الذى عهد اليه مرسي  بمنصب وزير الدفاع خان الامانه وخان الثقه .. وكأنه مكتوب على جبين كل وزير للدفاع ،او غير الدفاع، مادام الرئيس يثق فيه، أن يخون الوطن والشعب.. لكن لايخون ابدا.. السيد الرئيس! حكمة الإخوان الذهبية: لاتخن الرئيس أبداً.. ولكن قم بخيانة "الوطن" .. و"الشعب".. فوراً وبلا إبطاء ومتى طلب اليك ذلك  لصالح الرئيس.. لاتتباطأ " أحسن تبقى خاين"!!
أرأيتم .. سهله العمليه.. ولعلها تكون أسهل مع " سيجاره وخمسينة شاى" .. تخوننى أخونك .. تخوننى النهارده أخونك بكره وبعد بكره.. وحتى" يوم التلات".. طبعاً!تلك هى مصيبتنا وأم المصائب الآن. لامجال لاختلاف الآراء .. كل رأي مخالف يطلق صوتاً من داخلك" إوعى . حاسب .. انت كده هاتسقط مصر"!لابد أن تكون فى الطابور.. لاتستحق حصتك من الخبز والوطن الإ إذا إصطففت فى الطابور.. حتى لوكان الطابور نفسه يصطف بالمكان الخطأ.. ويقع فى  مرمى نيران الاعداء .. وفى متناول أحزمتهم الناسفه .. وقنابلهم اليدويه .. ومتفجراتهم الديناميتيه!
 لايمكن مقارنة" يحيى نجم" بالبرادعى مثلا .. ولامقارنة هذا الأخير بحمدين صباحى .. ولا حتى هذا  بخالد على .. ولايمكن مقارنة هؤلاء جميعا بمن  خرجوا دونما خوف او وجل للتعبير عن رايهم ومعارضتهم فيما اسموه جمعة الارض - العرض ..  التى سيحكم التاريخ وحده على صحة الاسباب التى دعتهم للخروج فيها من عدمه .. لكنهم خرجوا رغم المزاج الشعبى الرافض للخروج وللتظاهر .. ورغم الظروف الامنيه القاسيه التى تحيط بنا من كل جانب وتدفع الى الجنون.. ومع هذا خرجوا .. وبينهم حالمون بزخم ثورى على غرار يناير .. أظنه حلم مبالغ فيه .. ولامحل له اليوم . 
- البرادعى .. اهدته الظروف شمعة وشعلة اشعل بهما ثوره .. ثم إنطفأ.. و بعد ان وجد له دوراً فى ثورة الثلاثين من يونيو وماتلاها، لم يستطع البقاء .. ربما لم يعجبه موقع "الرجل الثانى"! ربما لم فشل  مجدداً فى العمل الجماعى فاختار الانزواء والابتعاد.. لم يجد لنفسه مبررا للبقاء..فتذرع بدماء رابعه وراح يتموضع خلف تغريداته ومحاضراته! عندما كان نائباً للرئيس لم يكن هو من أتى بنفسه بل جاءت به الدوله .. بمجلسها العسكرى .. برئيسى مخابراتها الحربيه والعامه .. لم يكن هناك مجال ليكون هناك "خائن" فى موقع الرئيس او النائب.. أليس كذلك؟! فكر معى اليس كذلك؟!  
-حمدين صباحى لا يقارن بالبرادعى .. قضى عمرا فى التظاهر.. والمعارضه .. انتمى للتيار الناصرى ( القومى) .. تغنى بصدام حسين..والقذافى ..  عارض السادات ومبارك.. وأبرم  اتفاقات سياسيه مع الاخوان المفسدين .. للوصول الى مجلس الشعب .. خاض الانتخابات الرئاسيه ولم تعترض عليه لجنة الانتخابات ولم تسأله عن مصدر ثروته، ولم تتهمه فى سمعته.. لكنه فى النهايه كأى سياسي يمكنه التحالف مع الشيطان من اجل تحقيق غاياته السياسيه .. هكذا الساسه فى دول العالم ..أتراه خائناً؟   
خالد على ليس حمدين .. خالد محام .. ومناضل عمالى .. ومرشح رئاسي لم يستطع أن يصل للجماهير فى المره الاولى .. لكنه بمرور الوقت والمواقف الفاصله التى أتخذها استطاع أن يحقق بعضا من الجماهيريه.. وقد خرج فى جمعة الارض - العرض.. ومنها خرج على الاقسام ليبحث عن من اعتقلوا فى فعاليات هذا اليوم . ايضا اللجنه العليا للانتخابات ، والاجهزه الامنيه لم تتهم خالد بشيء مطلقاً، لافى ذمته ولا فى سمعته وومواقفه وانتماؤه السياسي.
خالد على ليس مثل سامح نجيب.. الاشتراكى الثورى المتطرف الذي يريد - مع الاخوان- إن يهز المؤسسه العسكريه من الداخل .. حتى تسقط.. هذا ليس رأيا وليس إجتهادا .. هذا موقف واضح ومعلن .. يتساوى فيه الاناركيون مع الاخوان المجرمون .. 
السؤال الذى يفرض نفسه: بعد أن تتحقق أضغاث احلام سامح والاخوان وتتخلخل المؤسسه العسكريه من داخلها .. ترى كم من الوقت سيبقى له ولجماعته  لكى يملأوا  فراغ المؤسسه العسكريه؟ ومالذى لديكم لتدافعوا به عن مصر وارضها ان فكرت اسرائيل او حتى أثيوبيا فى شن حرب ضدها فى ظل سقوط المؤسسه ؟ مالذى يردع هؤلاء عنا؟ الاخلاقيات ؟ القانون الدولى ؟ هذا عند السيده الوالده..أم سوسو!
الوحيدون الذين  ارى فى فعلهم "خيانة" للوطن هم قتلة الجنود ..من العريش والشيخ زويد الى القاهره والدقهليه.. الذين يريدون كسر الجيش .. المصريون كلهم يعرفون قدر الجيش وكلهم إنخرطوا فيه .. وكل خطأ يرتكبه الجيش يمكن مواجهته .. بل وسيحين يوم المحاسبه عليه!
أما السفير يحيى نجم .. سفير مصر السابق فى فنزويلا.. فلايمكن مقارنته بهولاء الذين ذكرتهم آنفا.. لم يبتعد كالبرادعى ويتوارى خلف تغريداته .  ولم يغب كما غاب حمدين عن تظاهرات جمعة الارض ( بصرف النظر عن موقفى من تيران وصنافير ومن تظاهرات جمعة الارض فمازلت أدرسه)  يحيى نجم لم يفعل كغيره ويكتب لوحة ادانه ورفض ويختفى ، لم يصدر بياناً ثم يتوارى عن الانظار..بل لقد واجه .. و وُوُجِهْ.. هتف .  وضرب بالبوكسات .. والشلاليت .. وتورمت عيناه حتى الإدماء .. ثم فى النهايه قبض عليه بتهمة التحريض على التظاهر؟ انت( قارئنا المبجل) اليوم قد ترفض التظاهر ..لكنك  غداً قد تطلبه وتقوم به . إذن هو مجرد خلاف رأي وليس فعل خيانه!
التخوين ..أمر كريه .. وفعل ذميم .. والخونه مُجَرَّمونَ بحكم القانون ، ومجرسون بضغط الموروث والعادات والتقاليد .. فكيف استبحنا ممارسة هذا الفعل فى غيبة تطبيق العداله والقانون والاحتكام للقضاء؟ أفهم ان تتهموا البرادعى بالخيانه، فيقتاد من بيته الى مكتب النائب العام فيحقق معه فى أدلة الاتهام .. افهم اانا نريد اتهام حمدين بالتمول والنفاق وتقاضى الاموال من صدام والقذافى .. لا بأس فأين كانت تحقيقات  لجنة الانتخابات ؟ وأين هو النائب العام ؟أفهم أننا نصم منظمات المجتمع المدنى وكل النشطاء الذين حملوا هذا اللقب بحق او بباطل بالتمول والعماله للخارج.. فأين هى قضيتنا المتكامله التى عهدنا بها للنائب العام وبالتالى للقضاء .. بصرف النظر عن مخاوفنا من الاميركان؟ السنا نحاكم الاخوان .. وهم من هم بالنسبه لاوربا واميركا؟ 
بعدما قرأتم: سهل جدا ان تتهمنى بالخيانه لاننى لم أعد ارى نفس رأيك فى أداء الرئيس أو فى نظامه .. لكن هذا لا يجعلك تتصور للحظه أنك وطنى أكثر منى او من غيرى ممن يعارضون الدوله والجيش الخ.. انتبه .. لاتخونى ولا أخونك .. الهم طايلنى وطايلك"!