بقلم الكاتب: محـمد شـوارب
لست منتمياً إلى أي فريق أو جهة أو منظمة أو متعصب لمذهب من المذاهب، وإنما أنظر بكل أدب وإحترام وتواضع إلى الإصلاح الحقيقي للنفس البشرية، وأبحث في كل نفس عن الحق بكل تجرد ولست ملزماً أحداً برأيي، فالعاقل يفهم ويعي.
فلقد رأيت كثيـراً من الأغبياء الذين يحبون تمزيق الوطن وتفريق الناس، وإشاعة الفتن والإشاعات الكريهة بين الناس بأسوأ ما يتصورون من مسخ وتشويه، هؤلاء الذين يريدون مطالب يشيعون الفتن في المجتمع بالتخريب والترهيب والرذائل المحظورة، فستكون النتيجة يستبيح فيها الجرائم وقد يكون ضمائرهم خطأ شنيع. ... هناك دول تحب أن تزرع وتنشغل بمشاكل الحروب والثورات وتغيير نظم الحكم والصراع على السلطة فتقوم باستخدام وتمويل هؤلاء أصحاب العقول الفارغة لشباب يطلق عليهم (نشطاء سياسيين) بزعزة أمن وسلامة واستقرار الوطن ونشر الفتن والشائعات بين أبناء الشعب الواحد، وتشغل هؤلاء الشباب بالصراع داخل الوطن، بدلاً من أن يقوم هؤلاء الشباب بعمارة الأرض، فهذا ظلم إنساني يحرمه الله، فهذه الفتن والأفعال لهؤلاء انشغل بالهم وعقولهم بالصراع بدلاً من التعمير والبناء في الأرض فكان ما كان مما نرى ونسمع. ... وهذا الشقاء الذي فرضه على أنفسهم بدلاً من أن يؤدوا الخير، لكنهم يزيدوا المشاكل في الوطن، فقد تصرفوا ويتصرفوا بعقولهم بدلاً من أن يتصرفوا بالمنهج والحكمة والإناءة، فأفسدوا في الأرض ولم يصلحوا، فأخذهم الغرور وصور لهم أن باستطاعتهم أن يغيروا النظم والنظام بهدف العدالة الاجتماعية والتعمير والإصلاح، ولكن تفكيرهم غير ذلك بكثير، فهم مستأجرون ومأجورون من هذه الدول، وبل بأشخاص من داخل الوطن تدفع بهم لكي يخربوا في بقاع الوطن واستخدام عقول الناس بالمعلومات والفتن والإشاعات الفاسدة وذلك لأن علمهم قاصر ويتصوروا أن بعقولهم سيصلوا إلى خير عميم. ... فكثيراً من الناس أو هؤلاء النشطاء الذين يخربون ويخنون الوطن تشتعل بهم أهواؤهم دون هذا المستوى العالي، فيخلدون إلى الأرض، فينحدرون إلى مكان سحيق، هو أسفل سافلين، يحبون الجري مع الهوى، والانصياع والاستماع إلى وساوسهم التي لا تنقضي، فلن تشبع أنفسهم ولن يرضى عنهم الحق بأفعالهم وتصرفاتهم. فنقول لهؤلاء إن الصمت عن اللغو والفتن والإشاعات هو تفريغ النفس إلى جد الحياة، وعلى الإنسان أن يتحرى ما ورد من صدق حتى يسير على آثاره، واتباع الصدق وابتداعاً في الدنيا وهذا هو مفهوم وحدة النهوض بالوطن والأمة. فإذا لم تصلح نفسك تسود الفتن حاضرك ومستقبلك، فأنتم تخنون أنفسكم، ألا تعلموا أن الدين بل الأديان بنيت الشخصية الإنسانية على سلامة الفطرة وأصول الفكر، فالكثير من الذين فسدت فطرتهم وغامت فكرتهم هبطت ونزلت عبادتهم إلى أسفل سافلين. فإن الإنسان العاقل ثابت القدم وسديد الرأي.. فلا يأخذ بالبوادر، ولا يتعجل في الحكم، وإنما يتمحص ويمحص ما يسمع ويقلب النظر فيما يقال له أو يسمع من هنا أو هناك. ربما لا أعتقد أن هؤلاء يؤخذ على عاتقهم مسؤولية المحافظة على الوطن والأرواح، وأنهم غير مخلصين في كل فعل وقول يتعلق بوطنهم ومجتمعهم، وليسوا أمناء على الأمانة في التعامل مع الوطن والناس، فهل هؤلاء أصحاب الفتن والإشاعات والخائنيين يدركون أن محبة الوطن هي من أغلى ما يحمله المواطن في قلبه؟ هل يعلموا أن حب الوطن من الإيمان؟ والدليل هو التفاني والإخلاص الذي يصل إلى حد التضحية في سبيله، وليس في تخريبه وزعزة أمنه واستقراره.. نقول لهؤلاء المخربيين وأصحاب الإشاعات والفتن أن الله عز وجل وهب كثير من الناس نفوساً وضمائر كبيرة حتى أضاءت نفوسهم الدنيا، وما أكثر الذين أعطاهم الله نفوساً وضمائر محدودة فاستنارت بصائرهم بقدر يحبه الناس هيناً . محمد شوارب كـاتب حـر mohsay64@gmail.com