نداء للحكماء.......... تحاوروا لتسلم مصرنا!

بقلم حسن عبد الباري

لقد ترددت كثيرا قبل أن أكتب تعليقا على الأحداث المؤسفة و المتسارعة في مصرنا الغالية حيث اتهمت من بعض المضللين مسبقا بأني "حزب وطني" الهوى عندما انتقدت نداء البعض لعودة البرادعي لقيادة المعارضة و الترشح لمنصب رئيس الجمهورية في مصر.

اليوم، و بكل المرارة و الحسرة و الألم و الخوف على مستقبل مصر من أن تنزلق لصراعات فئوية تحولنا لــ "عراق" آخر، أعيد تأكيد ما طالبت به منذ أشهر ألا و هو عدم الانخداع بالشعارات الزائفة التي تطلقها ما يسمى بتيارات المعارضة في مصر. فكما رأينا جميعا عبر الأيام الماضية، جميع قوى المعارضة لديها أجندات خاصة بعيدا عن مطالبات الشباب الواعد الشريف الذي أفترش الشوارع مطالبا باسم مصر و مدافعا عنها. لقد رأينا جميعا كيف اختلفت تلك القوى عند أول مفترق و عند اختيار من يمثلهم في المفاوضات مع الحكومة الجديدة.......و هذا لو تعلمون مؤشر في منتهى الخطورة أيها السادة.

لقد أدعى البرادعي أنه مفوض من قبل المعارضة و خرجت قوى المعارضة تنكر تفويضها له......الإخوان يحاولون ركوب الموجه كالعادة و يمجدون هذا الشباب الذي سرعان ما سوف يلاحقونه لمخالفته "الشرع" إن هم جاءوا إلى السلطة.....الشباب أنفسهم عاجزون عن اختيار متحدث باسمهم ليتفاوض مع الحكومة بناء على طلب رئيس الوزراء الجديد الفريق أحمد شفيق في مداخلة تليفونية غير مسبوقة في تاريخ مصر عندما تحدث لبرنامج 48 ساعة على قناة المحور المصرية الخاصة.و يبدو أن منظمة الحدث بالكامل ( كما أدعت في نفس البرنامج يوم الأثنين) ، أسماء محفوظ قد فشلت في إقناع تسعة من زملاءها لينضموا لها في محاورة الوزارة الجديدة و رئيس الوزراء لمناقشة طلباتهم يوم الثلاثاء عبر نفس البرنامج أو أنهم يتم السيطرة عليهم من بعض الخفافيش.

و عليه، و كلي قلق مما قد نكون مقبلون عليه، أدعو من كل قلبي بل و أناشد الرئيس محمد حسني مبارك، بطل الحرب و السلام أن يبقى في منصبه حتى نهاية الفترة الرئاسية ،و أن يستقيل من رئاسة الحزب الوطني و يكون رئيسا لكل المصريين في هذه الفترة و أن يعلن عدم ترشحه لرئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة في شهر نوفمبر و أن يحل مجلس الشعب و يعلن عن إعادة الانتخابات بإشراف قضائي و شبابي و دولي نزيه لضمان الشفافية قبل أن يتقاعد و يبقى في بلده التي ضحى كثيرا من أجلها ليكون بذلك أول رئيس عربي سابق على قيد الحياة في وطنه.

و في الوقت ذاته أناشد العقلاء و الحكماء من مصرنا الحبيبة أن يتواصلوا مع الشباب الغاضب لطمأنتهم و تهدئة روعهم و تخليصهم من "الغربان" التي تسيطر على غضبتهم الشريفة و العفوية لتوجيهها لمصالحهم الشخصية و تحقيق مآربهم تماما كما حدث معي في شبابي في منصف الثمانينيات من القرن الماضي في انتخابات 1984 عندما حضرت العديد من السرادقات و الندوات في الحملات الانتخابية لمرشحي حزبي الوفد و التجمع و أدركت بعفوية الشباب و تجربتي و مشاهداتي الشخصية أنهم فاسدون بذات قدر فساد الحكومة!

لذالك، أناشد الجميع التعقل و التدبر في التغيير التاريخي الحادث حتى الآن و إعطاء الفرصة لتحقيق المزيد من المكاسب التي لا يمكن أن تتم في ليلة و ضحاها لنحقن دمائنا جميعا و نحافظ على مصرنا التي بدأت الغربان تحوم فوقها، و ذلك لفترة بسيطة نستطيع بعدها ( و أنا معكم) أن ننزل مجددا للشارع إن لم يرقى التغيير لمطامحنا!