مصر لا تُعْزَل.. - بقلم: حسام فتحي
.. بالأمس جاء رئيس الصين ورئيس روسيا- لأول مرة منذ 10 سنوات- وملك السعودية ونائب مستشارة ألمانيا ورئيس فرنسا.. واليوم يأتينا جون كيري وزير خارجية أمريكا…فمن ذا الذي يعزل مصر؟!
الفترة القصيرة الماضية شهدت كذلك رحلات وجولات واجتماعات ماراثونية لتوثيق العلاقات مع العديد من الدول شرقاً وغرباً بهدف كسر طوق عزل مصر الذي تحاول أن تفرضه بعض الدول والقوى الإقليمية والعالمية حول مصر، وأسفرت تلك الجولات والاستقبالات للرؤساء والملوك عن توقيع العديد من الاتفاقيات لمشاريع تنموية من شأنها نقل مصر لمرحلة جديدة هي أحوج ما تكون إليها.
ونحن على يقين بأن تلك الجولات هي من أجل استعادة مصر لمكانتها وريادتها عربياً وعالمياً فضلاً عن عرض فرص الاستثمار المتنوعة في شتى المجالات وتوقيع اتفاقيات تعاون مثلت دفعة قوية للاقتصاد المصري، مع الحفاظ على العلاقات الإستراتيجية القائمة مع العديد من الدول.
وتعالوا ننشط ذاكرتنا معاً.. نستذكر زيارة رئيس الصين شي جين بينج، في يناير الماضي، الصين التي تعد ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، والتي أسفرت عن توقيع 15 اتفاقية لتنفيذ 15 مشروعاً تنموياً أعقبتها الجولة الرئاسية الآسيوية، التي كانت بدايتها الأولى في روسيا، ثم الجولة الثلاثية التي شملت كازاخستان واليابان وكوريا الجنوبية، وأسفرت عن توقيع نحو 30 اتفاقية ومذكرة تفاهم.
ونستذكر أيضا زيارة الرئيس لليونان تتويجا للقمم الثلاثية المشتركة بين مصر وقبرص واليونان بإعلان أثينا الذي يمثل حقبة جديدة من العلاقات الإستراتيجية، أعقبتها زيارة إسبانيا.
بينما كان تعزيز التعاون مع برلين وتوضيح آخر التطورات في مصر، أبرز الملفات على أجندة الرئيس خلال زيارته لألمانيا، اعقبتها زيارة الى المجر.
ومن لندن إلى سنغافورة، ثم إلى إندونيسيا، ومؤخراً زيارة خادم الحرمين الشريفين، والتي تخللها هي أيضاً توقيع عدد من الاتفاقيات التي كان أبرزها توقيع اتفاقية إنشاء الجسر البحري لربط عرب أفريقيا بعرب آسيا، ومن ثم زيارة الرئيس الفرنسي.
إن كل من يتابع هذه الجولات واللقاءات والاتفاقيات الاقتصادية بعين الأمل والنظرة الإيجابية يشعر بأن هناك بارقة تفاؤل في خروج الاقتصاد المصري من أزمته القاسية، خاصة مع تأكيد العديد من التقارير الاقتصادية الصادرة عن جهات متخصصة ومحايدة أن مصر أصبحت من أهم الأسواق الجاذبة للاستثمارات الدولية وأحد الأسواق الواعدة التي تتنافس عليها الشركات الكبرى، بل وتسعى الدول إلى اقتناص الفوز بالمشاريع والمناقصات والصفقات الضخمة التي أعلنت القاهرة عن رغبتها في تنفيذها.
يبقى أن نزيد اهتمامنا بالوضع الداخلي، وبخاصة ما يتعلق بحقوق الإنسان، وتأصيل دعائم المواطنة.. لنعيد للمصري حقوقه، فهو الوحيد القادر على إنقاذ مصر والنهوض بها.
أدعو الحكومة والرئاسة إلى بناء مواطن سليم الجسد والعقل.. جيد التعليم والتدريب والمهارة.. حر الإرادة.. شاعر بالفخر والانتماء.. آمن على كرامته وحريته.. قادر على ممارسة حقوقه.. متفهم لواجباته..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.