"الإخوان" ينتظرون الرئيس!!
بقلم : محمود الشربينى 
------------------------------------------------------------------------ 
قبل أن تقرأوا:ليلة "جمعة الأرض" الفائته بدا واضحاً للكافة  أن "الإخوان"  ينتظرون الرئيس. "يلبدون" له فى أعواد " الدره"..مثلاً: محمد الجوادى يذهب للمعدداتيه على تويتر وفيس بوك يسألهم المزيد من النواح والعويل والدعاء على وزير الدفاع الذي أقسم وخان! ويسأل العرافين كل ليله عن الطالع، وهل سيطلع مرسى وأعوانه من "العقرب"، أم أن لياليهم الحالكه الطويله فى مافيهم الإختياريه ستبقى كذلك حتى إشعارٍ آخر! وائل  قنديل يكاد يبوس "الجدم" وهو يقول للمتظاهرين فى "جمعة الارض" وهم يغادرون مواقع  التظاهرات:" أبوس  إيديكو ورجليكو ترجعوا تانى وتحشدوا يوم 25 ابريل كما وعدتم"! معتز مطر يتحدث فى برنامج- لاأتابعه ولا أتذكر إسمه- متحمساً، محرضاً، متمنياً وقوع مصائب سريعة ..لايهم من ضحيتها  "شخصٌ ما".. أو "مصراً كلها"! تخرج الكلمات المسمومه من أحشائه، وكأنه- كما يقول أهلنا فى جلسات المصاطب-"'بيفش غله".. يحسب تحريضه جهاداً ووطنيه .. وأحسبه رأياً يفتقر المصداقيه والإحساس بالمسئوليه. 
- ليس هؤلاء وحدهم.. فالخط على استقامته يمتد ليجمع كثيرين ، من المقيمين فى تركيا وقطر وغيرهما.. إلى المقيمين على وسائل التواصل، يحجون الى صفحات الجوادى، ويشخصون بابصارهم إلى جمال ريان ( يافجل) ويتباركون بأحمد ( منثور) ومحمد( مهزوم)..ويدعون بالنصر لأردوغان .. الذى يعتبرون موقفه من مصر ورئيسها سبباً اساسياً فى عدم إستقرار الاحوال لمايسمونه ب" الإنقلاب"!
******************
-أتعشم ياسيادة الرئيس أن  تكون استفدت من  الدرس القاسي لجمعة الارض - العرض.. المواجهه باللجان والكتائب  الالكترونيه لن تنفع أحداً.. لا  الحكومه ولا الاخوان.. ولن ترد غائلة الأعين وما تخفى الصدور. كسب الفضاء الالكترونى  المعركه هذه المره .. فقد كان تفاعله مذهلاً .. بالرأى والكلمه والسخريه والوثيقه والحجه .. ولم تفلح الكتائب واللجان الالكترونيه على توجيهه ،فقد كانت الماده التى اتاحتها الدوله للمتفاعلين دسمه بحيث ان عقولهم هى التى رسمت التوجهات التى ازعجت الدوله، حتى أن نائبة من نوائبنا دعت إلى تقنين الفيس بوك ووسايل التواصل الإجتماعى .. شيء يذكرنا بماحاول اردوغان ان يفعله لمنع فاضحيه من الاستمرار فى فضح سياساته. 
 - الدروس المستفاده من حديث الجزيرتين تقول أننا لو كنا فى دوله تحترم الرأي والتنوع الفكرى لأخضعت مانشر على وسائل التواصل الإجتماعى منذ الإعلان عن التنازل عن الجزيرتين للسعوديين ، ليس للتقنين والملاحقه، وإنما للتمحيص والدراسه .. فما اريق على تلك الوسائط من افكار وآراء كان إستفتاء علنياً على أداء الدوله بكاملها فى هكذا أزمه !
الحقيقه أننا أمام فاصل جديد من ازمه قديمه مستفحله .. بل وتستفحل كل يوم ومع هذا لاينتظر أن نجد لها حلاً ..وهى أزمة الرجال حول الرئيس! أظن وليس كل الظن إثماً أن الرئيس لايعير إهتماما كبيراً للمقاعد الشاغره فى ديوان رئاسة الجمهوريه.. ولايعير إهتماما كبيرا للإستشارات السياسيه والقانونيه والتاريخيه والأدبيه الخ . هل يخشي بريق الضوء والالوان ؟! هل يخشي أن ينافسوه فى رصيده الشعبى الكبير؟ هل يخشي - إذا عين بعضهم - ان يفعلوا معه ما  فعله مستشارو "مرسي" معه من قبل ، حينما فضحوا أسراره وكشفوا أنهم كانوا ديكوراً فى عمليه لاديمقراطيه؟ أم أنه درس هيكل؟ فقد كان يشاوره قبل الترشح للرئاسه، وربما لم   يكن راضياً عن إذاعة " الاستاذ هيكل" لبعض من أسرار حديثه معه فى بداية توليه الحكم وربما قبله بقليل، عندما كشف الاستاذ- بحكم المهنه- أكثر من مره أنه يلتقى وزير الدفاع و أشار إلى بعض جوانب تفكيره وشخصيته وكشف  بعضاً من نواياه !
تتوالى الأزمات العاتيه على مصر ..من أزمة الاقتصاد والتمويل والدولار إلى أزمات الإرهاب والأمن والتدمير والتفجير من الطائره الروسيه الى عمليات القبض العشوائيه والإختفاء القسرى إلى مقتل الأجنبى جوليو ريچينى .. ومع  هذالانجد تغييراً يذكر فى مؤسسة الرئاسه .. بل إننا لانعرف من  فى هذه المؤسسه مثلما كنا نعرف فى عهود ناصر والسادات وحتى مبارك.. كانت هناك قامات إلى جانب الرؤساء  فى هذه العهود ..وبصرف النظر عن قامات عملت مع ناصر لامجال لاستعراضها الآن، فأن السادات حظى بهيكل لفتره وبحافظ اسماعيل   وببطرس غالى وغيرهم، اما مبارك فقد عمل معه أسامه الباز ومصطفى الفقى وغيرهما.. فمن مع الرئيس اليوم ممن نعرفهم سوى مدير مكتبه عباس كامل؟!
ينصت الرئيس لجنرالاته .. نوع ما من  الجنرالات .. لايقاتلون .. ولايجرحون ولايستشهدون .. ولا يغادرون مكاتبهم .. وعيونهم مفتوحه فقط على امتيازاتهم ومناصبهم وتركتهم وتركة ذويهم .. ينصت الرئيس لهؤلاء  الذين لايشيرون عليه سوى  بافكارهم العقيمه : إصنع قانونا للتظاهر.. إحبس  المتظاهرين..الطلاب ..  الفتيات .. لتنس العداله الاجتماعيه.. و العيش والحريه والكرامه الانسانيه .. إرفع الاسعار .. ( يتردد ان سعر الارز ارتفع الى نحو الف جنيه!)إختر رجلاً مجهولاً لرياسة الحكومه .. لا تحترم مايسمى بالراى العام . لاتعط إهتماما لمجلس النواب..  لاتعط الكلمه لشخص يعتقد أنه مهم لكونه  ممثلاً للشعب .. الوقت مناسب للتنازل للسعوديين  عن تيران وصنافير.. نحن معك  والشعب معك ولا تعر إهتماما للمعارضين فهم " خونه " واخوان ! 
أليس هؤلاء  ياريس هم من أغرقونا فى كارثة تيران وصنافير؟  .. أليس هؤلاء من يورطوننا كل يوم .. أليسوا رجالك الذين  بيشيرون  عليك؟  ..إذا لم يكن هؤلاء رجالك .. فهل تستطيع أن تقول لنا من  هم رجالك ؟مستشاروك؟  علماؤك؟ خبراؤك ؟ مؤرخوك .. طبوغرافييك؟ مين هم مستشاروك.. من هم الذين يزودونك بالمعلومات ؟ من الذين يختارون لك  التوقيتات (السيئه)  لتصدر قرارات بهذه الطريقه الفرديه ؟ ياريس:  مصر .. بعد ثورتين لايجوز أن  تتعامل معها هكذا.. أو أن  تقول  لها ولشعبها : "صدقونى انا بس واسمعوا كلامى انا بس"سيادة الرئيس لا أحد معصوم ، ولا أحد يمتلك الحقيقه المطلقه وإرادة الشعب واجبة الإحترام.والعوده إلى الشعب  فى كل القرارات فضيله . 
تذكر دوماً ياسيادة الرئيس ان الماده الفيلميه الاساسيه التى يستخدمها الاخوان هى من انتاج ستديوهاتك .. ديوانك .. تليفزيوناتك.. صحافتك .. تصريحاتك .. انها كلها نتاج مصانعك .. فانت من تعطهم كل مايستخدمونه ضدك .. وهم ينتظرون هذه الماده الفلميه كل لحظه!
بعد أن قرأتم : سيادة الرئيس ..لتعد ترتيب بيتك الرئاسي وأفنيتك الخلفيه وبلاتوهاتك المتهافته .. ولاتخسر شعبك وشعبيتك  بسبب حفنة جنرالاات يقودوننا إلى "ستين داهيه..  آه والله.. والمصحف الشريف..وحياة ولادى زى مبقولك كده"!