هل يصلح هولاند ما أفسده ريجيني؟ - بقلم: حسام فتحي

تجيء زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أو (أولاند) كما ينطقها الفرنسيون ـ لتؤكد ان مصر اكبر من محاولات عزلها، او كما قال الرئيس الراحل انور السادات «مصر تَعْزِل ولا تُعْزَل»، ففي ذروة ازمة مقتل الشاب الايطالي «جوليو ريجيني» وتوتر العلاقات بين القاهرة وروما ومن ورائها الاتحاد الاوروبي، تأتي زيارة الرئيس الفرنسي مؤشرا قويا على ان اوروبا لا يمكنها الاستغناء عن مصر، وان العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية بين القاهرة واوروبا لا يمكن ان تطيح بها حادثة «فردية» مهما بلغت بشاعتها، ومهما نجح «المتصيدون» في استغلال اساءة ادارتنا.. اسوأ استغلال.

..خلال السنوات الثلاث الماضية اتضح لنا بما لا يدع مجالا للشك ان هناك عواصم وجماعات وفئات في المجتمع المصري ترفض استقرار مصر، ويعز عليهم تخطيها للتحديات، وعمل هؤلاء بكل ما يملكون من نقود ونفوذ على افشال مسيرة الدولة المصرية وإسقاطها، وللأسف «عاونتهم» الحكومة المصرية دون ان تقصد من خلال سوء ادارة الازمات كما حدث في مقتل ريجيني، وحتى بصنع الازمات كما حدث في «قصة جزيرتين» الخاصة بإعادة صنافير وتيران للسعودية.

وبالرغم من ذلك نجحت الدبلوماسية المصرية في مقاومة محاولات «العزل» لتأتي زيارة «هولاند» في هذا التوقيت الذي كانوا ينتظرون فيه قطف ثمار خبثهم وانتظار قطع او تجميد العلاقات المصرية ـ الاوروبية، لتناقش العلاقات العسكرية والاقتصادية ومكافحة الارهاب الذي «ذاقت» اوروبا مرارته بما حدث في «بروكسل» ـ العاصمة السياسية للاتحاد الاوروبي ـ واكتوت باريس بنيرانه مرات عدة، ولتقف الزيارة المهمة «سداً» حقيقيا امام التوجهات الاوروبية ضد مصر، ومؤشراً حقيقيا على انه عندما تحتاج اوروبا للحديث مع الشرق الاوسط، فلابد من المرور على القاهرة.

وبغض النظر عن محاولات صنع «ريجيني» فرنسي من خلال احياء قضية مقتل الشاب الفرنسي (اريك لانج) بعد 3 سنوات من مصرعه عقب الاعتداء عليه بالضرب داخل حجز قسم شرطة قصر النيل، ومحاكمة المعتدين عليه، فإن انجاح القمة المصرية ـ الفرنسية يجب ان يكون هو الهدف الذي تلتف حوله كل القوى، لأن النجاح سيوجه رسالة قوية لأوروبا وللعالم من ورائها بأن مصر التي تمر بظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية عصيبة لن تتراجع عن التمسك بدعائم وجود الدولة، ولن تتوقف عن محاولة تجاوز الازمات المتشابكة، وعدم الالتفات لمحاولات بعض العواصم والمنظمات والجماعات لإسقاط الدولة.. فمصر

لن تسقط ابداً بإذن الله.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.