سلامة صدرك - بقلم: حسام فتحي

 

.. أعتقد أن الخلاف في الرأي مع الرئيس مسموح طالما كان في حدود «أدب الخلاف» مع الرئيس.. وإلا فما فائدة الديموقراطية؟.. وما جدوى حرية الرأي؟.. خاصة لو أن الخلاف لا ينبع من رفض مبدئي لنظام الحكم، أو اعتراض على استمراره.

سيادة الرئيس.. سلامة صدرك الذي أخذت فيه الضربة- حسب تعبيرك أمس- ولكن السؤال مازال قائما: من المسؤول عن إخراج مسألة إعادة الجزيرتين لأصحابهما بهذا الشكل الذي أحدث فتنة في المجتمع وكاد يفسد أجواء زيارة الملك سلمان التاريخية؟

سيادة الرئيس.. طلبت ألا «نتكلم» عن مسألة «تيران وصنافير» ولأنني أقدرك وأحترمك، فلن أعلق على طلبك لأن من حقنا أن نسأل.. ونناقش.. ونطرح وجهات النظر.. ونتلقى إجابات وافية.. ونحن «أحرار» في الاقتناع بما يقال لنا أو رفضه، ولا ينقص ذلك من قدرك، ولا يقلل من تقديرنا لما فعلته وما تفعله من أجل مصر، وثق أننا بذلك نحميك ونحمي بلدنا ممن يصرون على محاولات صنع فرعون، نراك- صادقين- أبعد ما تكون عنه، لكن التجربة- للأسف- تجعلنا حذرين مع تكاثر حاملي المباخر، ومضحكي السلطان، وبهاليل السلطة، وإعلاميي الصدفة والسبوبة، و«خلاخيل» رجال الأعمال، وفضائيات لصوص الأراضي وناهبي خيرات مصر، وهم يسيئون لك أكثر مما يدافعون عنك، وفي النهاية سينفذون إرادة أصحاب «الرزقة».. و«النحاتية».. ولنذهب جميعا إلى حيث يريدون!!.. المهم ألا يتم فتح ملفاتهم التي تعرفها سيادتك تمام المعرفة ولا نعرف عنها نحن سوى القشور!!

.. سيادة الرئيس.. حوار المكاشفة والمصارحة مطلوب دائما، وليس بعد الأزمات فقط، ورغم قناعتنا بسوء حالة وطوية جزء كبير من إعلامنا، إلا أن فساد الإعلام ليس سبب ما نحن فيه، بل هو أحد وجوهه الشائهة، أما أصل المشكلات فمعروف لسيادتك جيدا، بحكم منصبيك السابق والحالي.

.. سيادة الرئيس.. أهل الشر في الداخل موجودون بيننا.. ولن نستطيع «فرزهم» وإقصاءهم عن المشهد، أو سحب جنسيتهم، وهم يؤثرون في الأحداث كأي فصيل آخر، لكن أقصى ما يستطيعونه هو تسليط الضوء على الأخطاء والخطايا، ولا أعتقد أنهم في موقف يمكّنهم من تغيير مجرى الأحداث أو السيطرة على مقدراتها.

.. سيادة الرئيس.. قضية «ريجيني».. تلقفها الإعلام ولم يصنعها، وعالجها بما تستحق، وبحسب ردود الفعل الدولية التي انتهت بـ «استدعاء» السفير الإيطالي!!.. وللأسف كان أداء الدولة في هذه القضية «ضعيفا جدا».

.. أخيرا يا سيادة الرئيس نشكرك على المكاشفة والمصارحة.. ومازلت أؤكد أن أغلب الشعب يساندك ويؤيدك ويثق بك، وأدعو الله أن يكون «كل» من حولك كذلك.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.