سوء توقيت! بقلم محمود الشربينى
------------------------------------
قبل أن تقرأوا:لست ضد عودة "الحق"- أى حق- إلى أصحابه ، ولا "صنافير" و"تيران" إلى أهلها، إن كان أشقاؤنا السعوديون أهلها حقاً! ولكنى فقط ضد توقيت إعلان القرار وعملية الترسيم للحدود البحريه ، فقد "غطت" على الزياره وجعلت الإضافه التى كان ممكنا أن تتحقق منها تتوارى – قليلاً- لحساب الحديث عن "الجزيرتين"، وكان فى غالبيته حديثاً ب" السلب"..بسبب السرعه فى إصدار القرار،تماماً كما جرى مع قبرص من قبل،وكان أحرى بنا أن يأخذ الموضوع حقه من الدراسه !
*******************
- كان ضرورياً أيضاً أن يكون " السيناريو والإخراج" أفضل إعداداً وتنفيذاًمما شاهدناه! كان ممكنا مثلاً إبداء نوع من التقدير والإحترام للرأي العام ، ومجلس ( الشعب) النواب.. وللوجدان المصرى بصفه عامه ، وهو الذى عاب على "مرسي" أو إتهمه بمعنى أدق ، بالتفريط فى أراضٍ مصريةٍ والتنازل للفلسطينيين عن جزء من سيناء بالاتفاق مع الاميركان. كان ممكناً أن يترك الأمر للباحثين ،فيمهدوا للخطوه الهائله التى صدمت الملايين، فيعهد إلى مكتبة الإسكندريه عقد مؤتمر أو "سيمينار" للمؤرخين والجغرافيين لمناقشة الطلب السعودى المتكرر منذ عهد مبارك .. باستعادة الجزر..أو توجيه المجالس القوميه المتخصصه لبحث الموضوع ، والانتهاء فيه الى قرار.. بل كان ممكنا رفع الامر برمته الى مجلس النواب ، لتشكيل لجنه للبت فيه ، ليكون الحسم شعبياً وليس كما جري أمامنا ، وسط قيل وقال ونحو ذلك!
- كنا فى غنىً عن شماتة ومتاجرة و اتهامات"الاخوان" بالتفريط فى الأرض،تلك التى امتلأ بها الفضاء التليفزيونى والالكترونى.. وكنا أحوج مانكون إلى التركيز فى التحديات المشتركه ،التى تواجهنا- كاكبر قوتين عربيتين حاليا- التى تقصم ظهر الأمه فى سوريا واليمن والعراق ، والبحث عن مخارج من المأزق العربى الراهن بسياسات توافقيه توقف عبث النظم العربيه وخلافاتها الدمويه التى حولت حياة شعوبها جحيماً!
- ماكان ضرنا لو أن الزياره أهتمت بالتركيز على الجوانب السياسيه والعسكريه والإقتصادية الحاليه، تاركةً صنافير وتيران لمناسبات اخرى، يعهد بها للوزراء المختصين أو حتى لرئيسي الوزراء- أو من يقوم بمهامها- فى البلدين . بل وحتى يكون "عود" مصر " الطرى" قد إشتد قليلاً ، ذلك أنه يواجه الآن أشرس تحديات تواجهه ، من سد النهضه الذى "سد" شرياننا المائى ،إلى تراجع عائدات الشريان الآخر "الحلم" ، الذى بشرونا به وتحدينا انفسنا لحفره " بإيدينا وسنانا" ثم صدمنا "أحمد درويش" رئيس الهيئه العامة للمنطقة الاقتصادية فى قناة السويس بحديثه مع الصحف الفرنسيه بأنه لامجال للتركيز على القناه الحلم الان، بسبب إنخفاض الايرادات نتيجة لتهاوى أسعار النفط،وانما التركيز الآن على مشروعات أخرى فى منطقة القناه! ومن وصف السد العالى الحالى بأنه – مع الوضع الجديد لسد أثيوبيا- أصبح مجرد "حيطه عاليه" فقط.. وتحول نهر النيل من "نهر دولى" محكوم باتفاقيات دوليه إلى " نهر أثيوبى " تتحكم فيه كما تشاء..إلى قضية " ريچينى" التى تكبر كل يوم ككرة الثلج ويبدو أنها بطريقها لإحداث حرائق كبيره فى الاحراش والغابات المصريه!
- لأأظن أن الدوله المصريه تتعلم من دروس التاريخ ، فعندما يتم تجاهل الرأي العام فى هكذا قضايا مصيريه فإن العواقب تكون وخيمه
- دخلنا فى جدال عقيم ..مابين لواءات كمحمد خلف وغيره تؤكد "سعودية" الجزر ، وآخرون كاللواء عبد المنعم سعيد رئيس هيئة العمليات الاسبق، يقارعه بالحجج، و يؤكد مصرية الجزر فيما يقف المؤرخ عاصم الدسوقى والأكاديمى عمرو حمزاوي وقفةً أخرى، اذ يؤكد الأول أن الجزر تعود فى تبعيتها لقبيلة الدرعيه التى خرجت منها الاسره السعوديه الحاكمه.. فيما يرى حمزاوى انها سعوديه أرضا ومياهاً!
- تركنا الزياره وتركنا المشروعات الاستثماريه ، وتركنا الجسر الذى رفض مبارك إنشاؤه ، من دون ان نعرف السبب ، اللهم الا ماقيل عن مخاوفه على " شرم الشيخ"، وتركنا اللقاء الغير مسبوق بين بابا الاقباط وخادم الحرمين وانهمكنا فى البحث فى تبعية تيران وصنافير واعادتهما للسياده السعوديه..
- بعدما قرأنا:يقيناً فإنه أسوأ توقيت يمكن فيه الاقدام على مثل هذه الخطوه.. مع زيارة مهمة كهذه الزياره التى تأتى فى توقيت عصيب تمر به ( الأمه العربية!)ولن أزيد!!