اتصال...
بقلم/اسامة ابوزيد
 استيقظ مفزوعا على رنينه المتواصل. كانت الساعة تقترب من الثالثة صباحا. مد يده ممسكا بالهاتف وهو يدعو الله ان يجعله خيرا. "الو"، قالها متوجسا. "ازيك يا محسن يا ابني". قالتها بصوت واهن المتحدثة على الطرف الاخر. اجاب منفعلا وموبخا: "لست محسن يا حاجة، ولست ابنك. حاولي التأكد من ارقامك قبل الاتصال بالناس وإزعاجهم في هذا الوقت المتأخر". قالت المرأة بصوت منكسر: "اسفة يا بني، ظننتك محسن، وحشني كثيرا. قلبي يأكلني. أردت فقط الاطمئنان عليه في غربته. منذ فترة طويلة لم اسمع صوته". واصلت حديثها: "اعرف اني ايقظتك من نومك. سامحني. لا اعرف القراءة، أخطئ دائما في طلب (نمرته). اغفر لي جهلي".
مضت أشهر. استيقظ مفزوعا على دقات الهاتف. كان المؤذن يصدح بأذان الفجر. كانت أمه على الطرف الاخر...