..بعيداً عن الرسميات والعلاقات الديبلوماسية القوية والتاريخية المتجذرة، يحمل المصريون في وجدانهم حباً فطرياً.. وتقديراً متواصلاً لكل من يأتي المحروسة قادما من أرض الحرمين الشريفين، فما بالك والقادم الكبير هو خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز؟
ان زيارة الملك سلمان لمصر اليوم تحمل في طياتها أموراً عدة لما للعلاقات المصرية ـ السعودية من أهمية خاصة تنبع من محددات كثيرة ليس أولها مرور 90 عاما على معاهدة 1926 بين الدولتين ولن يكون آخرها الثقل الكبير للبلدين في المعادلة الاستراتيجية لاستقرار المنطقة، مرورا بكونهما حجري الزاوية في العمل العربي والإسلامي المشترك، ويضاعف أهمية العلاقات الثنائية وأهمية الزيارة أيضا ما تمر به المنطقة بل والعالم من ظروف «عصيبة» تتعارض فيها المصالح وتتضارب معها الاتجاهات.
وتكتسب زيارة خادم الحرمين لمصر أهمية خاصة، مبعثها الامتنان الكبير للدعم السعودي الهائل لمصر في الفترة الماضية، ووقوف المملكة إلى جانب القاهرة سياسيا واقتصاديا في وقت عصيب نحن أحوج ما نكون فيه الى وقفة شقيق مخلص، وعضيد متفهم، وصديق وفي.
وتأتي الزيارة في هذا التوقيت «صافعة» مروجي الشائعات والشامتين والحاقدين الذين روجوا في الفترة الماضية لوجود «فتور» شاب العلاقة السياسية بين البلدين، لتكون زيارة الملك سلمان خطوة ذكية يركل بها الموتورين، ويؤكد على قوة ومتانة العلاقة بين البلدين الشقيقين، وزيادة لحمتها في هذه الأوقات الصعبة.
والعارف للملك سلمان كقائد حكيم وزعيم متميز، يثق في ان هذه الزيارة ستحمل خيرا كثيرا للبلدين على جميع الأصعدة، وسينعكس ذلك على العديد من القضايا والملفات، التي يتوقع ان تبحثها قمة سلمان ـ السيسي، والتي ستتضمن الأوضاع الحرجة في اليمن وسورية وليبيا، والموقف من حزب الله، والعلاقات «شديدة التأزم» بين مصر وتركيا، و«ربما» تكون هناك بوادر مبادرة للمصالحة، فوجود مصر وتركيا الى جانب السعودية يشكل قوة سياسية وديبلوماسية وعسكرية لا يستهان بها، وتؤثر بلا شك في ميزان القوى بالمنطقة.
أهلا وسهلا بخادم الحرمين الشريفين ضيفا عزيزا.. كبيرا.. غاليا.. على أرض الكنانة، في زيارة كريمة ترحب بها مصر كلها قيادة وحكومة وشعبا، ولا ننسى أبدا أن الملك سلمان تطوع يوما للدفاع والذود عن تراب مصر، وهو اليوم بمواقفه يدافع عن استقرارها ومستقبلها..
وحفظ الله مصر والسعودية وأهلهما من كل سوء.