كاشفونا.. أو اقنعونا - بقلم: حسام فتحي
..بعد تكتم.. وغموض وتأخر عن الموعد المعلن، اصدر النائب العام خطابا يوضح فيه ان الوفد النيابي المصري برئاسة المستشار مصطفى سليمان النائب العام المساعد سيزور ايطاليا اليوم لاستعراض ما آلت اليه التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في قضية مقتل وتعذيب الباحث الايطالي جوليو ريجيني.
وتأتي زيارة الوفد المصري وسط تصعيد كبير من الجانب الايطالي يصل التى حد التهديد مع تصريحات وزير الخارجية الايطالي باولو جينتيلوني الذي قال للبرلمان: «إذا لم يطرأ تغيير في المسار الذي تتخذه السلطات المصرية فإن الحكومة الايطالية مستعدة للتصرف واتخاذ اجراءات ستكون فورية وملائمة».
..وللأسف تأتي زيارة الوفد المصري مع «تعكير» متصاعد للمياه الجارية بين مصر وايطاليا، والتي تحولت الى «مستنقع» آسن لهواة الصيد في المياه بعد تعكيرها.. لنقرأ مثلاً ما كتبته صحيفة «الجارديان» البريطانية - نعم نفسها صاحبة خبر الــ70 مليارا أموال مبارك!!- فقد سعت الصحيفة الى استنطاق المدعو «رافييل ماركيتي» استاذ العلاقات الدولية بجامعة لويس الايطالية ليحلل وينظر حول القضية، وخلاصة ابداعات الخواجة رافييل ان مصر ستسعى لتوريط ضابط ذي رتبة متوسطة في مقتل ريجيني، وان تحديد الاسم الذي سيتم «توريطه» هو سبب تأخر الزيارة!!
واستبعد «المحلل» ان تسعى روما الى الضغط لتوريط مسؤولين بارزين قريبين من الرئاسة.
اما صحيفة «اي جي اي» الايطالية فحددت بالاسم المتهم الاول بقتل ريجيني من وجهة نظرها، بل ونشرت اسمه وصورته على صدر صفحتها، وهو اللواء (خ.ش)، واستند التحليل «العبقري» للصحيفة الى ان سيادة اللواء كان اول من «افتى» بأن ريجيني «خبطته عربية»!!
يضاف الى ذلك ضغوط اعلامية وتسريبات تؤكد ان «الطلاينة» سيفاجئون الوفد المصري بأدلة بالصوت والصورة والتسجيلات تثبت تورط جهاز امني في تعذيب وقتل جوليو ريجيني، وهو امر مستبعد.. التسجيلات وليس التورط!
..واليوم اخذت القضية ابعاداً سياسية واقتصادية ودولية لم تكن في الحسبان، فعلاقة مصر بايطاليا ومن ورائها اوروبا على المحك، والدعم السياسي والاقتصادي القادم من الشمال اصبح في مهب الريح.. والأهم من هذا وذاك ان سمعة مصر امام دول العالم تواجه حملة تشويه هائجة، تنفخ في نيرانها افواه من الداخل والخارج.
واصبح على الدولة ان تتخذ موقفا «محترما» يليق بمصر وسمعة مصر ومكانة مصر، موقف يعيد لنا احترام العالم، فكم من دول اختطف فيها اجانب وقتلوا ولم تواجه انظمتها هذه الحرب الشعواء لسبب بسيط وهو ان «العدالة» تم انجازها على القتلة، حدث ذلك للمحجبة المصرية في المانيا، وللديبلوماسي المصري الشاب في المكسيك وللعشرات في الولايات المتحدة.
واناشد السلطات المصرية ان كانت تعرف حقيقة ما حدث ان تكشفه للعالم، ويتحمل المخطئ نتيجة خطئه، او «تقنعنا» وتقنع الدنيا بأنها لا تعلم، وتسعى لأن تعلم.. ووقتها علينا جميعا ان نقف خلف حكومتنا.. ووطننا امام الدنيا.. كاشفونا او اقنعونا.. يرحمكم الله!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.