«سيلفي».. الخاطف والمخطوف - بقلم: حسام فتحي
الحمد لله.. تحققت مقولة الرئيس الأسبق محمد مرسي بـ«سلامة الخاطف والمخطوف»!! وليس ذلك فحسب، بل أيضاً أخذ أحد المخطوفين البريطانيين صورة «سيلفي» مع الخاطف أثناء اختطاف الطائرة، والأعجب مما فعله الشاب (بين اينيس) رد فعل الخاطف الذي وقف «متجهماً» بجوار الشاب المبتسم، ربما.. عشان الصورة تطلع حلوة.
..حادث اختطاف طائرة مصر للطيران الرحلة «MS181» كان يمكن أن يمر بسلام، بل وتحصد الشركة الوطنية أطنان الثناء والمدح بسبب هدوء أعصاب طاقمها، وتعاملهم «المحترف» مع حالة الاختطاف، وتطبيقهم لقواعد «الإياتا» الخاصة بالتعامل مع الخاطفين، والحفاظ على سلامة المخطوفين جميعاً، وقد زدنا عليها الحفاظ على سلامة الخاطف أيضا!!.. كان يمكن أن يتم ذلك لولا الظروف القاسية التي تمر بها السياحة في مصر عقب سقوط الطائرة الروسية في سيناء، والتوقيت شديد الغرابة والذي يثير الشك والتساؤل الذي وقعت فيه حادثة اختطاف الطائرة بحزام ناسف وهمي يرتديه مجرم جنائي سابق، على مشارف الــ60 خريفاً بالكاد يرى ما أمامه، الأمر الذي حول الاختطاف إلى كوميديا سوداء يصعب مقاومتها من قبل كل ذي قلم!
ومع ذلك يجب أن نفخر بأداء طاقم الطائرة المخطوفة وثباتهم الانفعالي ورباطة جأشهم، وتصديهم للموقف الملتبس مطبقين كل القواعد العالمية على أكمل وجه، ولولا الظروف القاسية التي نمر بها لكانوا حققوا لشركتهم أفضل ردود فعل إيجابية تعود على سمعتها بكل خير، وهذا هو الجانب الإيجابي في الموضوع.
ولا أوافق كل من انتقد الشركة الوطنية أو ضابط أمن الطائرة، وربما كانت ملاحظتي «الوحيدة» على عدم التنسيق، وعدم الفطنة اللذين - للأسف - لم يتمتع بهما فرد الأمن الذي قام بتفتيش «الخاطف» ذاتياً، وعلم أنه يرتدي حزاماً - زعم أنه طبي - دون أن يبلغ الملاحظة لرؤسائه أو لزميله على متن الطائرة أو يتأكد من محتويات الحزام، ولا أعتقد أن الأمر يشكل أكثر من «عدم فطنة»، عدا ذلك فما حدث يمكن أن يحدث في أي طائرة تتبع أكبر الشركات العالمية، ولن يتم التعامل مع الأمر بأفضل مما فعل طاقم شركتنا الوطنية «مصر للطيران».. الذين يحق لنا أن نفخر بها وبهم ولهم تحية خالصة.
..أما «الخاطف» فعليه من الله ما يستحق، وحسبنا الله ونعم الوكيل فيه، وفيمن وراءه إذا ثبت أن هناك من وراءه، فبسبب فعلتك البلهاء أو الخبيثة - وهو ما ستكشفه التحقيقات - خسرت مصر احتمال عودة السياحة التي يعتاش من ورائها 3 ملايين أسرة مصرية.. روح يا شيخ منك لله إنت واللي وراك،.. «ما كانتش ناقصاك..خااااالص!».
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء