ميسي.. صبَّح على مصر - بقلم: حسام فتحي..لم أفهم لماذا «وجعتنا كرامتنا» عندما أعلن أفضل لاعب كرة قدم في العالم، نجم نادي برشلونة الاسباني المعجزة الارجنتينية «ليونيل ميسي» عن تبرعه بحذائه ليباع في مزاد علني لصالح فقراء مصر؟
نحن نطالب القاصي والداني يومياً بأن «يصبحوا على مصر ولو بجنيه؟».. ولا نجد حرجاً.. ولا غضاضة في ذلك؟ ثم هل يملك لاعب كرة «القدم» أثمن من حذائه ليتبرع به لأعمال الخير؟ وهي ليست المرة الأولى فقد فعلها أسطورة الاهلي ونجم مصر محمود الخطيب وتبرع أيضاً بحذائه لأعمال الخير.. ولم تقم الدنيا وقتها أو تقعد.. بل دبجت المقالات استحساناً لفعل الخطيب.
..وأنا هنا أدعو رجال الأعمال.. وأثرياء مصر والعرب ألا يتركوا حذاء «البرغوث» ميسي يخرج خارج البلاد العربية وأن يشاركوا جميعاً في المزاد.. بل وأدعو الكابتن محمد أبو تريكة إلى إبهارنا بمزيد من «دماثة خلقه» ويشارك في المزاد بتبرعه بقمصانه سواء في الأهلي أو المنتخب، وأحذيته التي طالما أحرز بها اهدافا كانت احيانا مصدر السعادة «الوحيد» للمصريين.
ولماذا لا يتحول المزاد إلى مهرجان رياضي يشارك فيه لاعبونا الدوليون: محمد صلاح والنني وميدو.. كلٌ بقمصانه وأحذيته، وندعو ميسي دعوة رسمية إلى حضور المزاد مع ابنه «ثياجو» ذي العامين والنصف وزوجته الست «أم ثياجو»، ويكون مهرجاناً للتبرع الرياضي تذهب حصيلته لأعمال الخير في مصر؟
أعود للإعلاميين الذين «ثاروا.. وهاجوا.. وماجوا» بل وطالبوا برفع دعوى على القناة التي أذاعت الحلقة التي اعلن فيها ميسي تبرعه، متهمين إياها بإهانة اسم مصر!!.. يا سادة انتم تعلمون ان مسألة تبرع لاعبي كرة القدم بأحذيتهم متعارف عليها دولياً، وتتم في دول كثيرة دون هذه «الحساسية» المفرطة، ودون ربط الحذاء باسم الدولة!!.. وبدلاً من ان نشكر أهم لاعب في العالم على تبرعه لفعل الخير في مصر، وبدلاً من أن نحيي القناة والمذيعة التي حاورته - حتى وان كانت تفتقر للمعلومات الرياضية - على اهتمامهما بمصر والتبرع لمصر.. نقوم بانتقادهما والمطالبة برفع القضايا عليهما؟!!
صراحة.. «العقل الجمعي» المصري بحاجة لمزيد من التحليل فنحن يوميا نملأ الصحف والفضائيات والمواقع بمناشدات التبرع لكل مشروعات الخير، وعندما يتبرع «ميسي» بحذائه نطالب بمحاكمته!! ونقول له «عيب».. كان لازم تتبرع بالتي شيرت فقط!!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.