وزراؤهم.. ضيوفنا وسياحهم ممنوعون! - بقلم: حسام فتحي

ربما لو سألت أي مواطن في العالم الثالث عن من هو «أهم» وزير في حكومة بلاده، لأجابك 9 من كل 10 بأنه وزير الدفاع!.. أوليس هو المسؤول عن «الدفاع» عن حدود البلاد من الأعداء والذود عن الأرض والعرض؟.. وتؤكد أهمية «وزير الدفاع» الظروف التي تمر بها المنطقة العربية والشرق أوسطية من وجود لتنظيم «داعش» وأشقائه.. وشقيقاته!

وعندما يجتمع وزراء دفاع 27 دولة عربية وأفريقية وأوروبية في مدينة السلام «شرم الشيخ»، أليس ذلك دليلا دامغا على استتباب الأمن والهدوء في هذه البقعة الساحرة من أرض المحروسة التي تآمر على سلامتها الأعداء والأصدقاء.. وحتى بعض الأشقاء، حتى نجحوا في منع سائحي العالم من الاستمتاع بسحرها؟!

مؤتمر وزراء دفاع تجمع دول الساحل والصحراء الذي تستضيفه «شرم الشيخ» تشارك فيه 27 دولة بينها 5 دول أوروبية، ويبدأ بعد غد الثلاثاء بمشاركة وفود تمثل هيئات ومنظمات اقليمية ودولية وتتولى مصر تنظيم و«تأمين» وترتيب وإقامة هؤلاء، وبينهم وزراء دفاع: فرنسا - اسبانيا - ايطاليا - قبرص - اليونان.

وهي مسؤولة عن سلامتهم وسلامة وزراء دفاع الدول الـ27 وسلامة جميع المسؤولين المشاركين من المنظمات والهيئات الدولية، فهل يأتمننا العالم على وزراء دفاعه، ولا تسمح «بعض» الدول لرعاياها بزيارة مصر بحجة عدم استتباب الأمن ووجود ظروف تهدد سلامتهم؟!.. أليس هذا هو التناقض بعينه؟! أعتقد أنه بعد انتهاء أعمال المؤتمر يجب على مصر أن تضغط.. وبقوة باتجاه استعادة السياح الروس والبريطانيين والألمان والإيطاليين، وبقية الجنسيات التي دعت حكومات دولها إلى عدم زيارة مصر، وأوقفت رحلاتها المباشرة (شارتر) إلى مدينة السلام.

لم يعد الأمر مجرد «حرب اقتصادية» على مصر يجب التصدي لها وبكل قوة، بل تخطاه إلى المساس بالكرامة الوطنية وتشويه سمعة مصر على المدى الطويل، بتصنيفها دولة غير آمنة للسياحة، وعلينا التحرك على جميع المستويات السياسية والاقتصادية للبدء باستعادة السياحة إلى شرم الشيخ، ولتكن البداية مع السياحة الروسية التي تمثل حوالي 70% من إجمالي السياحة الاوروبية إلى شرم الشيخ، ويجب البدء وفوراً في استغلال نجاح عقد مؤتمر وزراء الدفاع- بإذن الله- لتحريك المفاوضات مع الجانب الروسي، ومن ثم بقية الدول.

بالطبع قبل ذلك وخلال الأيام المقبلة علينا أن «نستعد» جيدا بفرض إجراءات امنية مشددة على المطار والمنافذ، وفرض الرقابة على المرافق السياحية والباعة في أسواق المدينة، ورفع مستوى الخدمات في المطاعم السياحية والمقاهي وأماكن تجمعات السياح، لعلنا نكون قد تعلمنا من الدرس القاسي.. ليجد السائحون عند عودتهم «خدمة» محترمة.. وعمالة تحترم آدميتهم وعقولهم.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.