زحام...
بقلم/اسامة ابوزيد
 كان السوق مزدحما كعادته كل خميس. انشغلت تجادل بائعا لتخفيض ثمن لعبة لطفلتها. شعرت بالزهو عندما ظفرت بها بالسعر الذي طلبته. التفتت حولها لم تجد صغيرتها. القت ما في يدها. راحت تناديها بصوت عال. انطلقت كالمجنونة تبحث عنها. تعاطف معها بعض المترددين على السوق. تفرقوا يبحثون عن ذات الضفيرتين التي لم تتجاوز الاعوام الستة. اصابها اختفاؤها بالفزع. تحول الى رعب مع مرور الوقت. واصلت بحثها العشوائي المجنون. بح صوتها من كثرة ندائها عليها. فجأة لمحتها تجلس بهدوء الى جوار بائع اقمشة وبيدها علبة عصير تتناولها. اسرعت اليها. شعرت برغبة جارفة في ضربها وتوبيخها. تراجعت. احتضنتها بعنف. عادت بها الذاكرة الى الوراء. كانت في مثل عمرها تقريبا عندما اخذتها امها في مشوار مماثل واختفت. ادركت الان لماذا انهالت عليها ضربا عندما عثرت عليها. سقطت دموعها. دعت لامها بالرحمة...