الكَلِم.. «الطيب» - بقلم: حسام فتحي
يقول المولى سبحانه وتعالى: (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور» سورة فاطر الآية 10.
أعزك الله.. وأعز الإسلام بك يا فضيلة الإمام الأكبر.. العالم الجليل د.أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، منارة الإسلام وحصن الوسطية بإذن الله تعالى.
لا فض فوك يا مولانا فقد رفعت رؤوسنا وأثلجت صدورنا بتبيانك الجليّ للحق، وشرحك المستفيض بغير إطالة، المقنع بغير ملالة، أمام أعضاء البرلمان الألماني، فقد كان من الواضح لكل ذي عينين وعقل أن «أسئلة» ملغومة.. مفخخة قد تم وضعها على ألسنة بعضهم بهدف «إحراجك»، وتبيان أن في تعليمات الإسلام الحنيف ظلما لغير المسلمين، وانه دين حرب وطعان وتقتيل وسفك دماء، فتصديت لأسئلتهم برباطة جأش ثابتة، وفهم للعلم راسخ، وسماحة وصدر رحب، حتى حظيت باحترام كل من شاهد «مناظرتك»، ولا أقول محاضرتك.. فهنيئا لنا بك.. وهنيئا لك ثواب ما فعلت.
سألوك يا سيدي عن مغزى الآية الكريمة: (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم).. وهم يظنون أنهم يحرجونك ويجرحون سماحة الإسلام.. فكان ردك واضحاً.. قاطعاً.. سمحاً كوجهك الطيب:
إن هذا النص مقتضب ومبتور فهناك آية كريمة تبدأ بالآتي (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم). وشرحت فضيلتك أن هذه الآية واضحة، لأن الاسلام لا يأمرني بالقتال إلا لو كنت أقاتل من يقاتلني، ثم دعوتهم الى الاستماع لاستكمال الآية الكريمة: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)، أي إن القتال يستمر في حالة الحرب فقط وصد العدوان، وإذا توقف القتال فلا يباح الاعتداء على الآخرين. ثم أوضحت أن مفهوم الآية الكريمة التي يتعمد أعداء الاسلام أن يحوروا تفسيرها: (واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم)، لتقول ان الضمير هنا يعود على من قاتلوني، وهنا الآية واردة في نوعية معينة من المشركين الذين يقاتلون المسلمين ويخرجونهم من ديارهم ويتعقبونهم، والدليل على ذلك لو نظرتم الى الحروب التي دارت بين المسلمين والمشركين حين نزل القرآن، كلها كانت في المدينة، حيث النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمون ولم تكن الحروب في مكة. وان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يذهب بجيش ليحارب المشركين في مكة، وإنما كان هؤلاء يذهبون الى المدينة ليقاتلوا المسلمين، وكان يجب هنا القتال للدفاع، فعندنا القتال للدفاع وصد العدوان.
ثم كان مسك الختام توضيح فضيلتك أن الاسلام أمر المسلم بأن يذهب بزوجته غير المسلمة الى الكنيسة، وأن ينتظرها حتى تصلي، لأنه يؤمن بالمسيحية والمسيح والكنيسة، وأن الكنيسة دخلت في القرآن الكريم كبيت من بيوت العبادة، وكُلّف المسلمون بحراستها، كما يحرسون المساجد. وأن المسجد والكنيسة ومعبد اليهود، سواء، في وجوب الدفاع عنها، لأنها كلها - كما قال علماء الإسلام - أماكن لعبادة الله.
مرة أخرى أعزك الله وأعز بك الاسلام.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء