بركاتك يا محلب - بقلم: حسام فتحي

«لجنة استرداد أراضي الدولة المنهوبة» التي يرأسها رئيس الوزراء السابق المهندس إبراهيم محلب لم تكد تبدأ «استكشاف» الحجم الحقيقي للأراضي «المنهوبة» - والتي تقدرها جهات غير رسمية بـ 76 مليون فدان - حتى ارتعدت فرائص لصوص الأراضي، ومعهم «غيلان» وضع اليد، وحيتان «الجمعيات الوهمية»، و«أسماك قرش» الحزام الأخضر و«أباطرة» المنتجعات على أراضي الاستصلاح.

.. وقبل أيام من «إقالته» قال «طيب الذكر» المستشار أحمد الزند وزير العدل «المقال» إنه يتوقع إتمام مصالحات مع حوالي 10 أشخاص من الخاضعين لقانون الكسب غير المشروع مقابل سدادهم لمستحقات الدولة، في مقدمتهم رجل الأعمال حسين سالم، الصديق المقرب للرئيس «المتخلي» حسني مبارك، .. وأضاف الزند أنه يتوقع أن يسدد هؤلاء العشرة أكثر من 10 مليارات جنيه مصري، وأن آخرين من رجال الأعمال سيحذون حذوهم.. «يا مسهل».

أول الغيث كان حسين سالم الذي كشف مصدر أنه قرر التنازل عن 78% من ثروته، وهي نسبة تقدر بحوالي 5.7 مليارات جنيه مصري، داخل مصر، وتم بالفعل توثيق توكيل يتيح لمحاميه إكمال التفاوض والتنازل.

.. وكان التحرك التالي هو سداد صلاح دياب ومحمود الجمال وآخرين مبلغ 238.7 مليون جنيه مصري، نظير حفظ التحقيقات في قضية «نيو جيزة»، وإعلان المستشار أحمد البحراوي، المحامي العام الأول لنيابة الأموال العامة العليا «حفظ التحقيق»، بعد سداد المخالفات، حيث كانت التحقيقات تتم في تخصيص الأرض المملوكة للدولة بسعر أقل من المناسب، وعدم سداد جزء من رسوم التنازل عن بعض قطع الأراضي.

.. وفي الطريق يسعى محامو وزير التجارة والصناعة الأسبق رشيد محمد رشيد إلى «التصالح» عن طريق تقديم طلب لجهاز الكسب غير المشروع بتقديم حوالي 5 مليارات جنيه أيضا لإغلاق «الملف الدسم» الذي يتضمن 4 قضايا: إهدار أموال وكسب غير مشروع والإضرار بالمال العام.. وغيرها.

.. أما في ضواحي المدن الجديدة مثل 6 أكتوبر والشيخ زايد والتجمع، وحول الطرق الصحراوية فيسارع المخالفون إلى محاولات «تقنين» أوضاعهم قبل أن تفاجئهم «لجنة محلب».

.. المهم هو التفرقة بين الحيتان والغيلان وأسماك القرش الذين «استحوذوا» على آلاف الأفدنة أفرادا.. وشركات، وقاموا بتقسيمها تحت سمع وبصر وأنف الدولة بكل أجهزتها، وبيعها للمواطنين بأضعاف.. أضعاف قيمتها، دون أن يسددوا حتى حق الدولة، وبين المشتري النهائي الذي لا ذنب له، وهو المواطن البسيط الذي دفع تحويشة عمره، أو حصاد غربته لتحقيق حلم «مسكن لعائلته»، حتى لا تظلمه الدولة مرتين.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء