المفاجأة...
بقلم/اسامة ابوزيد
 أذهلتني المفاجأة ... وأغضبتني!
تلقيت رسالة طويلة على حسابي الخاص، أعيد نشرها بعد حذف بعضها، وإعادة صياغة وتصويب أخطاء بعضها الاخر دون إخلال بمضمونها وفكرتها. تقول الرسالة: أهلا بك سيدي. قرأت حكايتك الاخيرة (برودة)، فأنا من اصدقائك ايضا، وددت ان اخبرك انني ذلك الزوج الذي قالت عنه بطلة حكايتك لقد مات منذ اسبوع. ويؤسفني ويؤلمني أن أقول انها تكذب حتى النخاع. انها مريضة بالكذب. فأنا لم أمت، ياسيدي. مازلت حيا أرزق. وإليك الحكاية من البداية: كنت وشقيقها صديقين حميمين. احببتها فطلبتها للزواج ، وأعجب صديقي بشقيقتي فتزوجها. عاشا سعيدين وانجبا طفلين ثم لقي مصرعه في حادث مؤسف. بعده بعام تزوجت شقيقتي ثم التحقت بزوجها مع ولديها في احد بلدان الخليج الثرية. اما نحن فكنا سعيدين في البداية. ثم انتصر الفقر علينا. تبدلت مشاعرها. صارت باهتة، باردة كتمثال شمع. بلا عواطف، بلا احاسيس. لجأت الى الهاتف. صار كل حياتها. رفضت الانجاب. كانت تتعلل بفقرنا: كيف سننفق على اولادنا ونحن لانستطيع الانفاق على انفسنا؟ هكذا كانت تقول. دفعني الفضول مرة الى مطالعة هاتفها خلسة. رأيت حسابها الذي انشأته على الفيسبوك باسم مستعار. ارسلت اليها طلب صداقة باسم مستعار ايضا وقبلته. صرنا عشيقين على الفيس دون ان تعلم حقيقتي. فضلت ان اكون عشيقا وهميا لها على ان تنزلق وراء عشق رجل اخر. كانت تحدثني عبر الفيس طبعا عن تعاستها وفقرها وظلم زوجها لها. أصررت على السفر. ذهبت الى اوروبا. أرسلت في طلبها بعد تحسن احوالي. رفضت المجيء. عشت حياة شديدة القسوة والمرارة.. اصررت على النجاح ونجحت. جمعت مالا لابأس به. استبدلت شقتنا الضيقة بعد وفاة شقيقها في الحادث باخرى واسعة، وهي الشقة التي وصفتها في حكايتها معك بالكئيبة. انتقلت الى العيش فيها هي وتلك المرأة المسنة. اضطررت الى الزواج في غربتي لاعصم نفسي. اتهمتني بانني أعيش حياتي طولا وعرضا في بلد منفلت. كنت أعيش حياة كلها ألم وخوف وهروب وتنقل وسهر وشقاء بين اكثر من عمل. لم أشا تطليقها من اجل صديقي اولا ثم من اجل هذه المراة المسنة. هي ايضا لم تكن راغبة في الطلاق. كانت مستفيدة من حياتها تلك. أبلغتها اخيرا انني اصبت بمرض خطير لاعلاج له. لم تحزن او تتالم او تتظاهر حتى مجرد التظاهر بالحزن او الالم. الادهى والامر انها كانت تتعجل موتي حتى تتحرر وترث. لقد طلقتها الان بعد ان رحلت تلك العجوز التي قالت لك انها أمي. لم تكن أمي. كانت أمها هي...