- المصريون..بين جمهورية"الحلم" وجمهورية "الخوف"! - بقلم  محمود الشربينى

---------------------------------------------------------

قبل أن تقرأ:إنتقادى ل" جمهورية 30 يونيو "لايعنى أبداً إنحيازاً للمعسكر الإرهابى، ولن يكون .. وأملى ألايجير نقدى لصالحه، لا هو ولا لجماعات المعارضه ، "العميل" منها و"البذيء"..أوالنابع من أجندات خارجيه .. أو المغمى عليه.. فلايرى فى "جمهورية السيسي" إلا جانباً واحداً فقط ..هو غيبة دولة العداله والقانون!

****************

 - بوضوح أكثر ، فإننى أتشوف إلى أن تقام فى مصر دولة العدالة (المطلقة).. هذه مجرد أمنية .. أمنية مواطن مصرى مثالى ..مشغولٌ بحقوق الانسان  ويفكر فيهاكثيراً، من زاوية أساسيه: وهى ماذا لو كانت حقوقى أنا هى التى أهدرت وأننى من يحتاج إلى العداله؟ ماذا لو أننى كنت الممنوع من الكتابه..ومن التظاهر وكنت "المشتبه به"،وانتهكت حقوقى فى المواطنه وإحترام الخصوصيه ؟ ماذا لوكنا- انت وأنا- من سُحِلنا وضربنا وأُهِنا علناً، وقذفنا بجرادل "البول" ،أو تجرأوا على تفتيش سياراتنا أو هواتفنا أو حقيبتنا الشخصيه"، وكلها موبقات  لاتحدث فى بلد العداله والقانون،وإن حدث فوفقاً لإجراءات دقيقه؟

قارئى العزيز الذي تَحَملَّنى حتى قرأ هذه السطور : معروف أنك بعد الثوره لم تعد تتحمل " دبان وشك".. فما هو وقع هذه التصرفات عليك حينما تتناهى إلى أسماعك :"أمين" يصفع مواطناً وآخريقتل سائقاً..وثالث يتحرش بامرأةٍ فى الطريق ،ورابع  يضرب طبيباً ،وخامس يتقاضى رشوة للإمتناع عن تحرير مخالفه ؟ هل  تقبل أن يكون هناك لص بدرجة ضابط شرطه، أو بلطجى بنفس الرتبه  يهين ممثله وينعتها بالعاهره( كونها فنانه!!) ثم يقذفها بشهادة نقيب الممثلين ب" جردل بول"!ولأنها تحت قبضته، فإنه  يفعل بها مايشاء حتى يتفضل "رئيسه" ويقتنع بأن ثمة جريمة أرتكبت وأن من الواجب إحتواؤها والإعتذار عنها، قبل أن تتحول الشرارات إلى تظاهرات كماحدث من نقابةالأطباء.. وإدراك أن "الحق العام" يستحق أن يولى الإهتمام بأكثر من "الخوف الخاص" من فقدان السيطره على  العناصر الشرطيه!

هل مايحدث هو مايريده  الرئيس السيسي..أم مايريد "بعضهم " أن يفعله فى دولته؟لايزالون يمتلكون قدرة على إفراغ توجيهات الرئيس من مضامينها،لتصب فى خانات شريرةٍ، تغتال "جمهوية الحلم" وتحيلها إلى  "جمهورية خوف".. تلك التى تعيد إنتاجها حالياً عناصر فاسده ترعرعت فى  أزمنة مضت،وتستغل التحديات الجسيمه التى تواجهنا.. من غياب الأمن الغذائى إلى  تهديد الأمن القومى!!

تابعت مثلكم  مأساة "ميرهان حسين" ( ممثله لم أشاهد لهادوراً) فى "الكمين" و"القسم"، من خلال شهادة نقيب  الممثلين أشرف زكى!ولا أخفيكم  أننى شعرت بافتقادنا - زكى وأناوآخرين غيرنا- للموضوعيه فى متابعتنا لخبر توقيف غاده ابراهيم ( ممثله قدمت أدواراً بعضها صنف إغراءً) بتهمة تسهيل الدعاره فى شقق مملوكه لها ..فللوهله الأولى إعتبر الإتهام من المسَلَّمات! ومثلنا فعل "النقيب"، فلم أعرف أنه تصدى بمايكفى للدفاع عن حقوق زميلته ، كون "المتهم برىء حتى تثبت إدانته".. خاصة وقد سبق أن وصمت "نجمات"..( محبوبات!)..  بنفس الاتهامات،ورغم ماقيل عن ضبطهن جميعاً "متلبسات" بالدعاره المشهوده إلا أن كثرة منهن برئت ساحاتهن!!

لدىَّ الآن تساؤلات بالجمله..لماذا قبلنا جميعاً إتهام "غاده" ولم نتتظر المحاكمه؟ ولماذا إنبرى النقيب للدفاع عن "ميرهان" ولم يهتم لأمر" غاده"؟هل أخذنا غاده ب( الشبه؟!)أم أن النقيب بحكم الزماله، كان يشم رائحة  الدخان الأسود يصدر من تلك الشقق و" مفيش دخان من غير نار"؟

هل ملابس ميرهان شبه العاريه، ، وكوب الخمر الذى قيل أنه ضبط  فى سيارتها، ورسالة موبايل غاده ،تطلب فيها قطعة حشيش- وكل هذا خطأ ومرفوض- يهدر حقهما فى التعامل بكرامه؟ ضابط الشرطه ليس قاضياًولكنه يوقف المخالفين للقانون محافظاً على كرامتهم ، ولايشهر بهم ، ولايحق له إستخراج قمصان نوم الممثلات من حقائبهن، كما لايجب أن يبلغ  عنهن صفحات الحوادث،وإنما يبلغ النيابه العامه؟  

 نشرت الصحافه ( ولا أقول الفنيه) تفاصيلاً مؤسفه عن وقائع الضبط وكلها اتهامات مرسله، من شأنها إستعداء  الجمهور على الفنانين واعتبارهم طائفة فاسدة.والغريب أن هذا الجمهور نفسه هو من يدفع المال مقابل إلتقاط الصور التذكاريه مع هؤلاء النجوم .. وهو الذي يصدقهم عندما يقدمون له عملاً فنياً وهو الذى يرددون إفيهاته..  ويعشقون أغنياته ويشترون البوماته وبوستراته ويقرأون بإمعان كل تفاصيل حياته الخاصه ويحلمون بقضاء يوم مماثل ليوم فى حياته ،يقضيه على  يخته،  او يحلق فيه بطائرته الخاصه، أو حتى على ضفتى حمام السباحه فى &<700;يلته، دون أن يسأله فى تلك اللحظه عن مصدر أمواله!!

يعشق الجمهور الأزياء الخاصه للنجوم ، والأحذيه المرصعه، والمجوهرات الفاخره، ويخلب لبه السجاجيد الحمراء والسيارات الفارهه التى تحمل النجم الى المهرجانات والى أماكن تتلألأ فيها الأضواء ،ثم عندما يقبض أمين شرطه  على أحد الفنانين يصبح هذا الفنان فجأه داعراً وبناءاً عليه يتهم الوسط الفنى كله بالفسق والفجور!  

 لماذا اذن تتابعونهم وتنجذبون إلى حياتهم وتحبونهم وتطيرون فرحا بهم ؟لماذا  لاتلغى الصحف صفحات النجوم والفنون مادام الفنانون عندنا سيئو السمعه الى هذا الحد؟ لماذا تخلب الصحافه عقول الناس بنشر أجواء العوالم الاسطوريه التى يتلألأ فيها النجوم ويتقلبون فيها  على ريش النعام ويبدون غارقين فى السعاده..ثم تخسف بهم الأرض لمجرد اتهام أمين شرطه لهم بسوء السلوك أو بانتهاك حرمة حياتهم الخاصه؟ هل نشر وقائع الإتهام يكون موضوعياً فى هذه اللحظه ، ومتسقاً مع القيم الأساسيه للدين أم لا؟ ألم يأمرنا الله سبحانه بالستر ؟ فكيف نفضح ماستره الله حتى من دون أدلة الادانه  الدامغه ؟!

حسناً فعل الدكتور اشرف زكى حينما طالب وزير الداخليه بالتحقيق فى وقائع الإعتداء على ميريهان بدنياً ، من الصفع والشتم إلى القذف بجرادل البول .. وبئساً فعلنا جميعاً عندما تركنا الاتهام معلقا فوق رقبة غاده لمجرد ان محضر الضبط ذكر انها طلبت " حتة حشيش" بالتليفون.. ولانها تتمتع بليونه زائده وترتدى ملابس غريبه ومثيره "'حبتين"!

انا لا أبرىء أحداً، لاميرهان ولاغاده ،ولا إجلال زكى، ولكنى أسال متى نكف عن أخذ  الناس بالشبهات ، ومتى تقف نقاباتنا فى وجه الظلم مثلما فعلت نقابتا المحامين والاطباء .. ومتى تحرم نقابة الصحفيين على صحافتها الفنيه السقوط فى مستنقع اتهام الفنانين وفضح المستور منهم من دون أدلة الادانه؟

بعدما ما قرأتم:: متى تنضج الدوله المصريه فتصبح دولة للعداله والقانون، وتنتهى النظره الشعبيه  المتناقضه : نحب الفن والفنانين لكننا فى أعماقنا نراهم داعرين وفاسقين!!