صباح الخير.. يا مصر - بقلم: حسام فتحي

دعونا نتفق، أنني ومصريين كثيرين يجرحنا ويؤلمنا اضطرار بلدنا مصر الى «الاقتراض» وقبول الهبات والمعونات من الخارج.. والمساعدات التي تتم «معايرتنا» بها بعد ذلك، ولا يبهجنا قطعاً ان يضطر الرئيس السيسي لدعوة شعبنا الصابر أن «يُصبّح» على مصر ولو بجنيه، لكن ذلك لا يمنع ان «نِصَبَّح» على بلدنا كلما استطعنا ونتبرع له بقدر ما نقدر، وقلوبنا تصرخ «العزة لفقراء مصر.. والمستقبل لأبنائها.. وليسقط كل من يعاير مصر بفقرها، وليتذكر ان الايام دول، كانت لنا يوما.. وستعود بإذن الله.. بعقول وسواعد الشرفاء والمخلصين، وبالرجوع لمعادلة: العدل والعمل والعلم».

يا سادة لسنا بحاجة لتكرار ان «مصر» أرفع من ان تنتظر «تصبيحنا» على وجهها الصبوح، وان منصب رئيس جمهورية مصر العربية اعلى واكبر من ان يجرؤ «كيان» او دولة او تحالف ما على شرائه او مجرد التفكير في ذلك، وانظروا الى «برج القاهرة» تعرفوا نتيجة محاولات الأمريكان «شراء» رئيس مصر!!

طيب.. وليه بنصبح على مصر؟

بنصبح على مصر لأن في انجازات، اهمها اننا قادرون على ان نقف في وجه مخططات الإرهاب رغم انهيار الدول من حولنا.

هصبح على مصر لأن في انجاز حقيقي بيحصل في توفير الغاز للمصانع واستمرار الكهرباء واختفاء طوابير العيش واسطوانات الغاز وشبكة الطرق.

هصبح على مصر لأن قاهرة الخديوي رجعت لرونقها ساحرة.. رائعة.. تحكي للعالم عن مدينة كانت «باريس الشرق» تضارع عواصم اوروبا.. وتسبق اسطنبول وانقرة.

هصبح على مصر لأن اخوة لنا في الجيش والشرطة بيصبحوا عليها بأرواحهم مش بفلوسهم!

هصبح على مصر لأني «معتقد» ان في ارادة حقيقية للتغيير بمشاريع مثل تنمية قناة السويس، وشرق التفريعة واسكان الشباب واستصلاح الــ1.5 مليون فدان، ومدينة الأثاث في دمياط، ومدينة المدابغ لصناعة الجلود في الروبيكي، ومدينة إنتاج الرخام في سيناء.

صحيح اني لا أؤيد استمرار الحكومة الحالية، واتمنى تغيير وزراء فيها لم يثبتوا جدارتهم، وصحيح اني لا أحب «هرتلات» إعلام المرحلة، وفضائيات رجال الأعمال و«توك شوز» السبوبة، ومذيعي «النحاتية» ومقدمي برامج «على ما تفرج».

وأكره استمرار تجاوزات الأمن، وفساد الحكم المحلي، ووجود المظلومين في السجون، واستمرار الثالوث غير المقدس «الجهل والفقر والمرض» وغياب الرؤية الواضحة وفقدان الهوية الاقتصادية، وبعد الهوة بين فئات المجتمع واستشراء البطالة... و... و...

ولكن، كل ذلك لن يدفعني للتخلي عن بلدي وأهله البسطاء الصابرين الطيبين. من أجل المستقبل.. صبَّحوا على مصر.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء