المتحف.. والمزاد - بقلم: حسام فتحي

..فيما الرئيس السيسي يزور اليابان ويلقي كلمة في برلمانها.. انشغل «نواب برلماننا» بقضية شديدة الأهمية: هل يضعون «فردة جزمة» كمال أحمد التي ضرب بها عكاشة في متحف المجلس كما يود النائب أسامة شرشر ومجموعة من النواب؟ أم يتم بيعها في المزاد العلني ليذهب عائد البيع مناصفة بين «تحيا مصر».. والقضية الفلسطينية؟ كما يريد كمال أحمد شخصيا.

..وفي الوقت الذي تتفاوض فيه مصر لإرسال طلاب مصريين يتعلمون في اليابان، العلم والسلوك والانضباط وغيرها، تصدر المشهد الإعلامي خبر القبض على ممثلة «مغمورة» تدير 4 شقق دعارة في المعادي، وكأننا «حالة شاذة» بين دول العالم، أو كأن هذا الأمر جديد على «الوسط» المحترم! وينبغي ان يعرفه العالم كله!!

..وبينما يتم تنفيذ أحد أهم القرارات الجمهورية «القرار 75 لسنة 2016» بتشكيل لجنة برئاسة م.إبراهيم محلب لحصر واسترداد أراضي الدولة التي يثبت الاستيلاء عليها بغير حق، والتي تقدر بـ 16 مليون فدان قيمتها 900 مليار جنيه، واقتراح الحلول دون تكرار ذلك مستقبلا.. نجد الإعلام يتجاهل الأمر ويركز على صدور حكم محكمة جنح الجيزة بحبس ريهام سعيد 18 شهرا في قضيتي «فتاة المول» الشهيرة التي دخلت برنامج ريهام شاكية وخرجت متهمة!!

بعد ان بثت القناة صورا من حياتها الشخصية العفيفة!!

..وبالتزامن مع بحث «التجربة اليابانية» للقضاء الكامل على الأمية، وتحقيق أقوى نهضة علمية في العالم، وكيفية نقلها الى مصر المحروسة بما فيها من نظريات متقدمة.. وحتى مدارس «افتراضية» على الإنترنت لمن لا يحبون الذهاب للمدرسة! سارعت وسائل الإعلام الى تفجير السؤال المصيري الذي يبحث المصريون عن اجابته «القدرية»: هل حقا اعتزلت شيرين عبدالوهاب الغناء؟.. ولماذا اختارت هذه الطريقة الدرامية لإعلان اعتزالها المبكر؟ وكيف سيحيا العالم العربي «جرح تاني» بدون «آه يا ليل»؟!

..هل إعلامنا يتعمد هذا الابتذال؟ أم إنه فعلا لا يستطيع الصعود الى مستوى التحديات التي تواجهها مصر، ولا يستطيع مواكبة المهام التي يفترض به تنفيذها؟ ولا يمكنه القيام بالدور المنتظر منه في نقل وتحليل الأخبار التي «تهم» المصريين؟ ولا يستطيع أيضا الارتقاء بثقافة جمهوره؟.. أم ان هناك من يرتكب هذا الإثم عامدا متعمدا لغرض في نفسه؟!

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء