«عكشنة» برلمانية - بقلم: حسام فتحي
..بغض النظر عن «هرتلة» أن إسرائيل طلبت مساعدته في البحث عن هيكل سليمان فإن ما فعله الإعلامي «الفذ» والنائب «المثير للجدل» توفيق عكاشة باستقباله السفير الإسرائيلي حاييم كورني في منزله ودعوته على العشاء 3 ساعات، لن يمر مرور الكرام، ولا أعتقد أن النائب الحائز على أعلى الأصوات في الانتخابات الأخيرة «يهرول عبثاً»، بل أغلب الظن أنه مازال يمارس الدور ذاته الذي اعترف هو شخصيا بممارسته، وهو «فعل ما تطلبه منه أجهزة سيادية»!!
أولاً.. يجب ألا نتعامل مع «الدكتور عكاشة» على أنه مختل عقلياً أو يتحرك عشوائياً أو حتى بالتعبير العامي «سايق الهبل على الشيطنة».. فمن يسترجع الدور المرسوم الذي قام به الرجل ويربطه بما هو فيه اليوم يتأكد من أن الدكتور يتحرك في إطار مرسوم، لكننا فقط لا نعرف الهدف المنشود من تحركه.
ثانياً.. إذا أيدنا فرضية أنه «لا يهرول عبثاً» فمعنى ذلك أن هناك هدفاً لهذا التحرك، شخصياً لا أعتقد أنه يصب في مصلحة الحكومة الحالية أو البرلمان الحالي، أو يضيف إيجاباً لشعبيتهما المتراجعة، أو شعبية الرئيس السيسي، وعندما تفكر «جهة سيادية» في «فتح خط» للتفاوض مع إسرائيل يتضمن سد النهضة ومياه النيل، فأعتقد أن «الدكتور عكاشة» ليس هو الشخص المناسب للمهمة، إلا إذا كان الهدف إحراج الحكومة والرئاسة، ثم ـ وهنا بيت القصيد ـ إحراج البرلمان الوليد، و«دق إسفين» حلّه!!
فهل المقصود بـ «العكشنة» البرلمانية التي يرتكبها الدكتور، ومثلها «المشاكل» التي يثيرها «المشتشار» ألا يبكي المصريون على البرلمان عندما يتم حله؟ على أساس أنه البرلمان الذي اخترق أحد نوابه المقاطعة «الشعبية» التي تمارسها مصر مع «السفارة الإسرائيلية» التي يرتفع علمها على نيل القاهرة منذ إعادة العلاقات الرسمية.. والرسمية فقط؟
..وإذا كانت الأجهزة «السيادية» تعلم ـ وهي تعلم ـ بخطوة دعوة «الدكتور» للسفير الإسرائيلي قبل وقوعها، وكانت هذه الاجهزة غير موافقة على الفكرة.. فلماذا لم تئدها في مهدها ـ وهي قادرة على ذلك ولا شك؟.. أليس معنى ذلك أن هناك من وافق وأعطى الضوء الأخضر للأمر لسبب أو لآخر؟!
..ربما يكون الدكتور عكاشة مثيراً للجدل.. وقد يكون متعمداً الظهور بـ «وجوه» مختلفة.. لكنه أبداً لا يفتقد الوطنية.. لذلك انتظروا الأيام القادمة، والتي ستحمل تفسيراً لا يخطر على بال لهذه «العكشنة» الغامضة!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء