أعرابي زمزم...
بقلم/اسامة ابوزيد
اليكم جزءا من مقالة للدكتور مسفر القحطاني، رأيت انها تنطبق تماما على "اعرابي زمزم" عصرنا، الذي يبحث عما يثير اهتمام الناس بالشاذ من الافعال والاقوال، فماذا يقول د. القحطاني؟
(روى الإمام ابن الجوزي حادثة وقعت أثناء الحج في زمانه؛ إذ بينما الحجاج يطوفون بالكعبة ويغرفون الماء من بئر زمزم قام أعرابي فحسر عن ثوبه، ثم بال في البئر والناس ينظرون، فما كان من الحجاج إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد يموت، وخلّصه الحرس منهم، وجاؤوا به إلى والي مكة، فقال له: قبّحك الله، لِمَ فعلت هذا؟ قال الأعرابي: حتى يعرفني الناس، يقولون: هذا فلان الذي بال في بئر زمزم!!
ومع شناعة هذا الفعل وغرابته في آن واحد إلا أن هذا الأعرابي قد سطر اسمه في التأريخ رمزاً للسخافة والخَرَق, وإلا فما الداعي لهذه الفعلة الشنيعة إلا الحرص الشديد على بلوغ المجد والشهرة، ولو كان بالدخول من أحط الأبواب وأنتنها، خصوصاً أن الأمر لا يحتاج إلى مال يُنفق أو جهد يُبذل، ولكنه البحث عما يثير اهتمام الناس بالغريب المحدث من الأقوال أو الأفعال.)
انتهى النقل، وبالتأكيد عرفتم جميعا من هو "اعرابي زمزم" الجديد الذي يريد بلوغ المجد والشهرة من أحط الأبواب وأنتنها...