كل هذا الجنون !!: بقلم: محمود الشربينى
--------------------------------------
قبل أن نقرأ: الدوله التى سيحكمها الخواجه "يول" كوتش النادى الأهلى الجديد تضم أكثر من مائة لاعب وإدارى ومعاون..تقريباً هذه هى الحاشيه التى سيعمل معها الخواجه بشكل مباشر طول الوقت.. لكن هذه الدوله لها شعب عريق أكبر من أن يعد أو يحصى .. شعب "الأهلى" بالملايين.. ولذلك ستكون العلاقه ساخنه كلياً بين الشعب الأهلاوى ورئيس دولة- أو بمعنى أدق رئيس حكومة -"فريق النادى الأهلى".تماماً كالعلاقه بين الشعب المصرى ورئيس حكومته شريف إسماعيل!
**************
- أحلام هذا الشعب( الأهلاوى) عريضه جداً وتعاقب على تحقيقها كثيرون، من حسام البدرى ومحمد يوسف إلى فتحى مبروك وجاريدو.. ومن عبد العزيز عبد الشافى إلى بيسيرو.. وصولاً إلى الخواجه "مارتن يول" الذى سيتقاضى راتباً دولارياً صعباً إن لم يكن مستحيلاً.. لانعلم كم يبلغ تحديداً، مقارنة بماسيتقاضاه خواجة الزمالك "ماكليش".. رئيس الوزراء الجديد( ولو إلى حين!) للمنافس العتيد.
-"يول" و"ماكليش" سيكونان أشبه برؤساء الوزراء فى الحكومات التقليديه، فوظيفتهما الأساسيه تحقيق التنميه الكرويه، عبر حصد البطولات الرياضيه فى كرة القدم من الدورى والكأس إلى السوبر المحلى والإفريقى .. وبغير هذا سيأخذ أيأً منهما "شلوتاً" يشبه شلوت جاريدو ومبروك فى الاهلى، وفيريرا وميدو ( وغيرهما) فى الزمالك!.. لكن مايهمنا هنا هو السؤال : مالجديد الذى سيأتيان به؟ماجديد الرئيس مارتن يول على الأقل؟( إلى حين استئذان الكابتن المستشار المشغول حالياً بالتلاسن مع عائلة عم عبد الحى أديب!)
-قرأت فى "الميدان" أن الخواجه "يول"إشترط أن يضم طاقمه المعاون " طبيب نفسي"!ذهبت بعيداً أفكر فى الشرط الغريب والمثير للدهشه؟ وسألت نفسى: من أين عرف "يول" وهو الذى لم يأت إلى مصر بعد، ولم يعرف الطريق إلى النادى الأهلى ، ولم يقرأ بعد صحافتنا المحليه، ولم يلتق الكابتن " زيزو" حتى الآن .. أن الفريق بحاجه إلى طبيب نفسى؟ لم يشاهد "يول" مباراة واحدة للفريق،ولم ير قذيفة إيفونا( الغاضبه) وهى تنفجر فى مرمى أحمد عادل فى المران الأخير، ولم يشاهد جون أنطوى وهو يقبل رأس زيزو لأنه يجلس اليه ويحاول علاجه.. ولم يشاهد الكابتن حسام غالى وهو يتصارع مع اللاعب حسين السيد!!فكيف فكر فى هذا الشرط الغريب ؟
- والحقيقه أن مسألة الطبيب النفسي هذه ظهرت أول ماظهرت فى الفترة الأولى التى تولى فيها الكابتن زيزو مسئولية تدريب الفريق قبل أن يتعاقد النادي مع " جاريدو"(لن أنتقده من باب ذكر المحاسن فقط مع أننى لاأعمل بهذه الفضيله فى كتاباتى إلا نادرا!)كان زيزو يقول أن مهمته ليست التدريب وقيادة الفريق فقط ، وإنما معالجة اللاعبين نفسياً ، بعد أن تعثروا وتراجع أداؤهم وتراجعت بطولاتهم لحساب غريمهم التقليدى فى ميت عقبه! فهل تحدث "زيزو" و"يول" معا؟!
إذا كانت حكومتا النادى الأهلى ونادى الزمالك على مدى السنوات الماضيه ، منذ سقوط حسنى مبارك فى 2011 تعرضتا إلى ضغوط هائله، من جراء خواء الخزينه ، إلى تراجع الشركات الراعيه عن دفع المبالغ الخياليه التى كانت تدفعها قبل الثوره، إلى تراجع مقابل حقوق البث التليفزيونى ، وكذا إيرادات المباريات نتيجة غياب الجمهور عن الملاعب، فأظنها- مع هذه الاحوال والضغوط -بحاجه فعليه وملحه إلى وجود مثل هذا الطبيب النفسي ، وربما يتجاوز دوره العلاجى اللاعبين، إلى ماهو أبعد من ذلك ، فى ظل هذا الضغط الهائل الذى تتعرض له حكومتى الفريقين!
وإذا كان ذلك كذلك..فماذا عن "كابيتانو" حكومة شعب مصر كله .. بما فيه من أهلاويه وزملكاويه وإسماعلاويه وبورسعيديه.. وباقى الفرق الرياضيه؟!ماذا عن الكابيتانو الدكتور شريف إسماعيل؟! اليس هو الأحق بمثل هذا الطبيب النفسي لينضم إلى حكومته التى تقود البلاد إلى هاوية إقتصادية سحيقة .. ليغسل وزراءها هموم الفشل على ضفافه" ..ويشكون له من ضغوط الرأى العام .. ونقد وسخرية العوام.. على الخاص والعام ؟ويشكون له تحريض "إلاخوان"بلا توقف ليلاً ونهاراً .. ونقد الثوار والنشطاء والحقوقيين لهم وتفنيدهم لكل مقولاتهم التى يروجونها واحلامهم( ومناماتهم!) التى يصدرونهاللشعب ، ويبكون عنده سوء الحظ الذي يلازمهم ، ويتسبب فى إفقادهم شعبيتهم وعدم ابراز إنجازاتهم .. بدايةً من انخفاض دخل القناه (القديمه والجديده) وانخفاض الاحتياطى الدولارى، وتهديد الإقتصاد- أو ماتبقي منه - بالإصابه بالشلل.. فى مقابل تزايد الانفاق الاستهلاكى الدولارى فى المقابل،إلى إستمرار حملات الجزيره والاندبندنت والجارديان للفت فى عضد الدوله، إلى نكبة الطائرة الروسيه،والغاز سد النهضه، إلى تسرب الانباء المتضاربه حول سداد-او عدم سداد- قيادات الشرطه السابقين لملايين الجنيهات ، ناهيك عن المليارات المهدره بالفساد التى تحدث عنها هشام جنينه.. الخ.
بربكم أيهما أجدر برعاية الطبيب النفسي.. فريق النادي الأهلى ، الذي يحتاج فقط استعادة الروح ، أم الحكومه التى تحتاج اليه بعد ان فقدت ثقة الشعب وبعد أن شكل الناس حكومات ظل من فوق الكنبه .. وتحت الشجره.. وعند الساقيه.. وفوق المصطبه.. وفى أجران الغله .. وحقول الدره!
من الذى يحتاج الطبيب النفسى؟! أهى الحكومه التى لايساندها سوى الرئيس عبد الفتاح السيسي، لانه كما يقول "يعرف وزراءها كويس ويقعد معهم دائما"؟ أم حكومة الخواجه "يول" كوتش الأهلى ووزراء فريقه الكروى، الذي يسعى فقط للمنافسه على ثلاثة القاب او أربعه .. يستطيع أن يحصدها كما حصدها من قبل ، باستعادة روح الفريق والقتال حتى النصر.. واستنهاض روح المارد الأحمر فوق المستطيل الأخضر.
أيهما اكثر إحتياجا للطبيب النفسي.. الخواجه الاجنبى الذي سيتقاضى أجره بالدولار،وسيستمع ببهاء مصر وشمسها وطيبة أهلها وروعة جمهورها ويستمتع بفنادقها ولياليها الساحره، أم الخواجه المصرى الذي سيحصل على راتبه الاساسي بالجنيه المصرى، وإذا كان "الاساسى" لايكفى لعمل الكثير للأسر فى الفنادق والمنتجعات المصريه ، فماذا عن المظروف الاضافى .. هل تعتقدون انه سيفعل شيئاً؟
من حق شريف إسماعيل أن يحسد نظيره رئيس وزراء الاهلى ويغبطه على كل هذا ، وخصوصاً الطبيب النفسي، الذي لانعرف أن كان مصرياً أو انه سيأتى ايضا من " بلاد بره"؟! ولانعرف ايضاً هل سيطالب شريف اسماعيل البرلمان المصرى بالموافقه له على تعيين طبيب نفسى اسوة بحكومة النادى الاهلى التى تسعى لمعالجة وزرائها اعضاء الفريق ومعاونيهم ليحققوا احلام الشعب الاهلاوى فى التنميه الكرويه وتحقيق نسبة نمو تصل إلى المعدلات العالميه ، بين 4 و6% !!
بعدما قرأتم : سيدفع النادى الأهلى مبالغ خياليه بالدولار لتحقيق التنميه والتطوير الكروى، وسيعالج مشكلاته المستعصيه لبعض نجومه بالاستفاده من خدمات طبيب نفسي، ولن يأبه شعب الاهلى بالانتقادات من أى نوع، لكنى أظن أن الخواجه شريف اسماعيل لن يجرؤ على تقديم فكره كهذه إلى الرئيس أو الى البرلمان ،لسبب بسيط ..ان الشعب المصرى إستقر وعيه وترسخت قناعاته فى ان الطبيب النفسي يعالج " المجانين فقط".. ويكفى الجنون الذى تحيا معه وبه وفيه حكومة الخواجه اسماعيل!