لطفاً.. أبلغوا عنى سيادة الرئيس!!- بقلم : محمودالشربينى

 ---------------------------------------

قبل أن نقرأ:

------------

-دق الخطاوي عالطريق/ الشعب محتاج الجريء/ الشعب من حزنه انفطر/ وف قلبه مخنوقه الآمال/ يامصر عايزين للنضال// رجاله متخافش الطريق// ويلين لخطوتها الحجر//

-الأبيات (القذيفه) نحتها شعراً قاصف الأشعار الثائره سمير عبد الباقى ، أطال الله عمره..أبيات لاتفارقنى ، ترسم عندي خارطة الرجال الذين يحتاجهم الوطن، خاصة فى المحن والأزمات .  ورغم أنها نظمت قبل عقود، وفى زمن ديمقراطية السادات ذات الأنياب، إلا أنها لاتزال تعنى لى الكثير ،وتعبر عن قناعاتى بخصوص نوع الرجال الذين يحتاج اليهم الوطن..

- أريد أن أكتب عن مصر ، على ضوء الرجال الذين تحتاجهم مصر فى المرحله الراهنه....

-سألنى : إذا لم يكن "شريف إسماعيل" فى رأيك هو الأجدر حالياً برئاسة الوزراء في مصر .. فمن الأصلح لتولى المهمه ؟ومن هم الذين ترشحهم وزراء ليكونوا على قدر قامة مصر وفى مستوى التحديات الهائله التى تواجهها!

أعتز برؤية وبشخص من سألنى ، وكنا فى خضم حديث مفعم بالقلق والحزن الشديد. حزن يداهمنا جميعاً بسبب تردى الاوضاع، وعدم التقدم للأمام .. وهو ما أثق أن  أهل بلدى يشعرون به ، وربما فاضت دموعهم  ،لتبلل أرضنا الموجوعه،وسمائنا الملبده بالغيوم والأخطار، ونيلنا الذي مازال يجري، ولكنه جريان كسير ، ليس كجريان تلك الأيام.. التى كان يتدفق فيها عذباً .. صافياً ملوناً بلون الاحلام المصريه فى استنشاق رحيق الحياه الكريمه والعداله والحريه .. وكلها لاتزال من "سلالة" الأحلام المؤجلة!

لم أكن مستعداً للإجابه على السؤال ، فهذا حديثٌ مع صديق وليس موعداً مع الرئيس، هذا تبادل للرأي وليس ملتقى إنتخابى أو حديث تليفزيونى ،كى أدلى برأيي فى مسأله إستعصت حتى على الأستاذ "هيكل".. ففى حديث مذاع قبل بضع شهور،كشف الأستاذ هيكل عن أحاديثٍ مطولةٍ أجراها مع "القوى الناعمه" المصريه، وكان من بينها أحاديث مع  الدكتور محمد البرادعى ، وقت أن كان مقيماً فى مصر ، وفاعلاً بدرجه أو بأخرى فى المشهد ( الثورى!) تناولت أفكاراً عن من يستحقون الجلوس على مقعد رئيس وزراء مصر.. وكانت المفاجأه التى قصفنا بها "هيكل" هى إتفاقهما على أن التجريف الهائل الذى طال "التربه" المصريه، طوال سنوات "مبارك.. اللامباركه" ، أفقدها خصوبتها التى لطالما تمتعت بها،حتى أنه لم يعد يرى -هو والبرادعى تحديداً- أن  مصرياً واحداً يصلح لرئاسة الوزراء .. ربما فقط " هانى سري الدين".. وهو رجل لايعرفه غالبية المصريين. وحتى لايذهب ذهنكم بعيداً فلاهو ولا أنا نعرف بعضنا معرفةً شخصية.. مطلقاً.

الرئيس عبد الفتاح السيسى أعادنا أمس إلى المربع الأول فى هذا الحديث.. وجعلنا نسأل أنفسنانفس السؤال المرير: مَنْ؟! قال لنا الرئيس : (لو بتحبوا مصر .. إسمعوا كلامى أنا بس!! الحكومه الحاليه كويسه قوى !!وهو يجلس معهم كل يوم!) 

 هذا هو بيت القصيد كما يقال .. ذلك أن المصريين كثيرا ماقالوا :أننا نقف مع الرئيس ونؤيده ، وأن الرئيس مختلف عن مستشاريه وعن حكومته  وعن المحيطين به .. وهاهو الرئيس يقول لهم  بنفسه أنه يعرفهم وأنه يوافق على أدائهم !

حسناً سيادة الرئيس .. تعتقد أنك محق فى إختياراتك .. فهل هذا معناه أن اللواء مجدي عبد الغفار يستحق البقاء فى منصبه، بعد كل ماوقع من تجاوزات للشرطه فى عهده؟ وهل يكفى أن يقتل الناس ويعذبوا فى السجون ثم يعتذر الوزير ( ولأسرة ضحيه دون أخرى) ماذا عن قتيل قسم شرطة شبين القناطر مثلا؟

وهل سنقضيها فى مصر إعتذارات ؟ تيمور يعتذر للصعايده وعكاشه يعتذر لعبد العال، ووزير الداخليه يعتذر للشعب، و( عماد متعب يعتذر للكابتن زيزو.. وبقية الاعتذارات على الطريق: مرتضى يعتذر لميدو ، وابنه يعتذر لعمرو الشوبكى، وكلاهما- مرتضى واحمد- يعتذران لعمرو اديب.. ونائبة المصريين فى الخارج ( غاده عجمى )تعتذر عن توريطها  لمن لايستطيعون توفير 200 دولار يحولونها الى مصر ويستردونها بسعر الجنيه المصرى ، فيبدو انها  لم تكن تعرف أن الالاف من العماله فى الخليج لايجدون عملا منتظما ولايستطيعون توفير هذا المبلغ مهما فعلوا ؟!

أتذكر الآن مقالاً كتبه المبدع يوسف إدريس قبل رحيله بسنوات ، عنوانه" فقر الفكر" والحقيقه أننا أمام فقر أفكار مدقع..فالرجال حول الرئيس لايخرج منهم أفكار عبقريه ، تحل مشاكلنا واحلامنا المؤجله ، بل تكاد أفكارهم " تلحس" عقولنا و" تشرم " نافوخنا و تباعد بيننا وبين احلامنا فى رؤية داعش فى ليبيا وهو يخر صريعاً قبل ان يفكر فى الوثوب على الصحراء الغربيه ليفتح علينا جبهة جديدة مخيفة!

 "صبح على وطنك بجنيه أو باثنين" هذه فكره طرحها السيد الرئيس .. فهل صبحت على وطنك اليوم ؟ وماذا عن ال" تمسيه" على الوطن فى المساء؟

انا افهم أن نصبح على الوطن فنفعل مايلى: نمتلك الجساره فنعلن أننا نحتجز ( ؟؟؟)الفاً فى السجون للاشتباه وعلى ذمة قضايا عديده وأن ظروفنا الاستثنائيه والقانونيه بعد الثوره تفرض علينا مثل هذه الاجراءات الاستثنائيه.. ونعتذر عنها.

افهم أننا "نِصَبَحْ" على الوطن بإتاحة الفرصه أمام السيد هشام جنينه ليدلى ببيان عن عمل الجهاز وعن الفساد الذي ينهش المؤسسات والوزارات وتبلغ قيمته حوالى 600 مليار جنيه. ماالذي يخيفنا إن أدلى ببيانه على التلفاز الوطنى ،أو تحت قبة مجلس النواب.. وساعتئذ نشكل لجنة تقصى حقائق كما يقول الكتاب!

أفهم أن "نصبح" على الوطن فنعلن حقيقة قضية فساد الشرطه، وماإذا كانت سويت فعلا أم لا، وهل سدد الضباط ( والامناء!) هذه المبالغ المليونيه الى قرأناها ثم نفاها من أعلن أنهم دفعوها،  أم أن الموضوع أكبر من أن نعلنه وإن الدوله العميقه تغرقنا فيها بوحلها وفسادها؟!

أفهم أن "نصبح" على مصر بفتح حوار مجتمعى حول القضايا الشائكه فى الوطن وكيف نعالجها ، كأزمة الإحتياطى الدولارى ، والإنفتاح الاستهلاكى، وتمويل السلع الاستهلاكيه بمليارات الدولارات الخ.. ندعو له الدكتور محمد العريان وسمير نعيم وجلال امين وابراهيم عيسوى وعبدالخالق فاروق وسمير رضوان.. ونصارح الشعب بالحقائق..

افهم ان "نصبح "على مصر بطرح مشروعات حقيقيه على المصريين العاملين بالخارج ، تجعل القادرين منهم على المشاركه فيها يشاركون وهم مطمئنون على أنهم إستثمروا فى مشروعات وليس فى الهواء .

بعدما قرأتم: أفهم أن "نصبح" على مصر بحقائق مؤكده  وبقلوب نظيفه تخشى الأكاذيب والتضليل ، وتخشي حساب التاريخ.. أفهم أن نمتلك قلوباً تتحلى بالجساره   ،وعقولاً تتسم بالوعى وتجابه التضليل .. وليست مجرد قلوباً كسيرةً مهزومه بأنات المتعبين، وعقولاً صدئه تخفى وراءها مزيداً من الفاشلين .. هذا ما أفهمه .. أما مالا أفهمه هو  أن "نصبح" على مصر كل يوم بجنيه أو اتنين، فى حين أن مصر لم تعد تصبح علينا ولو ب "تلاته تعريفه"!!لذلك لطفاً : أبلغوا عنى سيادة الرئيس!