ممكن - بقلم: حسام فتحي
 
 
 
.. مباشرة ودون مقدمات: على مجلس النواب الاسراع بإنقاذ الإعلام المصري من ذاته، واللحاق بما تبقى له من تأثير قبل أن يتلاشى، وذلك بإصدار قانون تنظيم الاعلام فهو الامل الاخير، والملاذ المتبقي لحماية الجسد الاعلامي من اظافر وانياب بعض أهله.
 
.. لم أكن ارغب في تناول او التعليق على ما اقترفه هذا الضيف غير الاديب - ولن اذكر اسمه، فكفاه ما حاق به من شهرة - في برنامج «ممكن» مع الصديق العزيز خيري رمضان، لأن الامر وقتها كان مثيرا للغثيان والقرف، ولا نملك ازاءه الا الدعاء لله ان ينجينا مما ابتلانا به، غير أن تصاعد الامر بالشكل الذي حدث دفعني الى تناول الامر بالرغم من الاحراج الذي أستشعره اولا، لأن الموضوع «سخيف»، ويلمز «أعراض» اهلنا في صعيد مصر وهو من الخطوط الحمراء «الغليظة» في مجتمعنا.
 
وثانياً: ان الضيف ليس من السياسيين او الادباء او الاعلاميين او الشخصيات العامة الذين يجب ان يزنوا كلامهم بميزان الذهب قبل ان يطلقوه على الملأ.
 
وثالثا: بسبب الصداقة والزمالة التي تربطني بالعزيز خيري رمضان الذي أعلم جيدا اختلافه عن الآخرين واخلاقياته الحميدة، وهذه شهادة حق لن يثنيني عنها انها لن تعجب الكثيرين ممن استلوا سيوفهم وشحذوا سكاكينهم لذبح «الخلوق» خيري رمضان. عموما الواقعة برمتها بين يدي النائب العام الذي امر بضبط واحضار «الضيف غير الاديب» واحالته الى النيابة للتحقيق معه في عشرات البلاغات المقدمة ضده، وقد تصرفت «غرفة صناعة الاعلام» بحكمة عندما قررت وقف برنامج «ممكن» لمدة 15 يوما لحين انتهاء التحقيق في الامر من قبل لجنة قانونية فنية، وبالطبع مقاطعة «الضيف المخطئ» وعدم ظهوره على جميع القنوات اعضاء الغرفة، وتضامن الغرفة مع اي تحركات قانونية تجاهه.
 
.. ولكن الحقيقة ان الامر قد تكرر بشكل او بآخر، فهناك الاستضافة الدائمة «للمستشار» المثير للدجل بألفاظه المهينة، ومذيعة الجن والعفاريت، وتلك التي «طلت» علينا من داخل بانيو مليء «بالفوم»، والاخ الذي ظهر نصف عار داخل حمام تركي، والممثل الذي حمل هيفاء «نصف العارية» بيديه الكريمتين!! و«فاهيتا» التي احتجبت دون سابق انذار!!
 
وغيرها من النماذج التي تثير الغضب والاستياء والتي لن يحكمها سوى الالتزام «الأخلاقي» والاجتماعي لاصحاب ومسؤولي الفضائيات ومنتجي البرامج، والتطبيق الحازم لقانون تنظيم الاعلام كمظلة قانونية تحدد حقوق وواجبات الجميع في «صناعة» الاعلام.. الاستراتيجية والمؤثرة والمهمة.. قبل أن تتحول الى اداة حقيقية لهدم قيم مجتمع يحاول لملمة شتات مبادئه.
 
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.