يتحمل أبناء العاملين في الخارج وجع البعاد عن الوطن، وألم فراق الاصدقاء والاهل، وعذاب النشأة بعيداً عن الأجواء الصحية الطبيعية التي يعيش فيها أترابهم وابناء عمومتهم.

قلة منهم تتواءم وتتكيف مع ظروف البيئة التي اجبرهم عليها اباؤهم، وغالبيتهم يتحملون عذاب الغربة ويعدون الايام والشهور حتى يجتازوا «كابوس» الثانوية العامة، آملين في العودة الى مصر المحروسة والالتحاق بجامعاتها، وفي سبيل تحقيق هذا الحلم يواصلون ليل «المذاكرة» بنهارها ليجاوروا زملاءهم الذين حصلوا على الثانوية العامة من مدارس المحروسة.

وهنا يصطدم ابناؤنا في الخارج بـ«لوغاريتم» الشهادات المعادلة العربية.

منذ ايام جاءتني رسالة من احدى بناتنا المقيمات مع اهلهن في المملكة العربية السعودية أنشرها كما هي دون تعديل تقول فيها:

«
أنا نورهان طالبة ثانوية في المملكة العربية السعودية، 3 ثانوي.. يعني من طلاب الشهادة المعادلة العربية، الحقيقة احنا كطلاب معادلة بيحصلنا مشاكل في التنسيق، يعني بيكون تنسيقنا عالي جدا طب بشري بياخد من 410 في أكتر من كلية، وكثير من الطلاب بيجيبوا مجاميع عالية وما بيعرفوش يدخلوا الكلية اللي بيحلموا بيها او بيدخلوا خاص! وده ظلم حضرتك!

إحنا عندنا الثانوية العامة سنتين ومعاهم حاجة اسمها قدرات بردو داخلة في الثانوية العامة، فطبعا ده كتير علينا اصلا فظلم لما نفضل تعبانين سنتين وفي غربة برا بلدنا وفي الآخر ما ندخلش الكلية اللي بنحلم بيها، غير ان دفعتي هي آخر دفعة الثانوية العامة بتاعتها سنتين، الدفع اللي بعدي 3 سنين أولى وثانية وثالثة.. الوافدين بيكون ليهم مقاعد في الجامعة اكتر مننا مع اننا احنا ولاد البلد واولى بالمقاعد ديه! ده غير ان تنسيقنا بيظهر مع المرحلة الثالثة لتنسيق الثانوية المصرية، وده بيخلينا نتأخر وتفوتنا حاجات في الجامعة، لأننا بنفضل مستنيين على اعصابنا نتيجة التنسيق يظهر، إحنا عايزين ننشر مطالبنا بحيث يُهتم بيها ونقدر نحققها ونحقق حلمنا اللي بيدمره التنسيق.. حضرتك تقدر تساعدنا؟».

انتهت رسالة «نورهان».. واعتقد ان وضع ابناء العاملين في الخارج يحتاج «إعادة نظر»، او قليلا من الرأفة، عند إدراجهم في خدمات تنسيق القبول بالكليات والجامعات المصرية.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.