"خوازيق" .. الأساتذه!! بقلم: محمود الشربينى
-----------------------------------------------------------
قبل أن تقرأ:يقيناً نحن نفزع ونتألم عندما نرى مشهداً صادماً كمشهد إنهيار كوبرى قبل إفتتاحه. يقيناً نشعر بضربه موجعه فى الخاصره.. بل ربما نشعر ب" خازوق".. جرحنا فى الصميم!لكن يقيناً" الإنهيار الأخلاقى" أفدح وأسوأ!
***********************************
-خازوق "كوبرى سوهاج" ، الذى صممه أساتذة كلية  الهندسه من دون "خوازيق" تحمله..من بدايته وعند منتهاه، ليست وحدها الخوازيق التى تدق فى رءوسنا..وتجعلنا نبكى دماً بدلاً من الدموع. "كل خرابه أصبح فيها عفريت" كما يقول البسطاء.. رغم أننا فى القرن 21 . لم يعد هناك أمراً يكتمل .. لم نعد ننتعش بإنجاز حققناه .. ولم نعد نشعر بفرح متكامل لمشروع أنهيناه.. لماذا لأن كل "خرابه" فيها عفريت! 
الكوبرى المنهار ليس شيئاً جديداً علينا، فقد كان ممكناً أن تحدث الكارثه لمحور 26 يوليو  قبل أن يفتتحه"مبارك"  لكن العنايه الإلهيه هى التى أنقذت مستخدمى المحور، حينما إضطرت وزارة التعمير إلى تحمل مسئولياتها وإجراء الإصلاحات اللازمه ،مهما تكلف الأمر، بعد أن هبطت التربه وكادت تحدث الكارثه!
الصحف المصريه- فى مناسبة إنهيار كوبرى سوهاج- إستدعت من ذاكرتها أحداث سنوات مضت ، سقط فيها ضحايا، نتيجة خراب ذمم وفساد ضمائر شاهق ، شيد مع تشييد منشآت وعمائر آيله أساساً للسقوط قبل أن تشيد؟مشاهد مريعه لاحصر لها.. وقلوب فاسده لاصلاح ولاعلاج لها.. تنبىء عن خللٍ حقيقى حدث فى شخصية كثير من المصريين الذى منحوا حق إتخاذ القرار أو صنعه!
إنهيار الكوبرى - أو العماره أو المصنع أو مدرج الطائره الخ- سبقه إنهيار أخلاقى وفكرى بالدرجه الأولى.. لطفاً توقف لبرهه وإقرأ هذه المشاهد: النائب مرتضى منصور يوجه إتهامات بالجمله إلى زميله النائب أنور السادات ، من بينها إتهام صريح له بالإتجار فى المخدرات وأنه وعائلته كونوا ثرواتهم منها ومن الإستيلاء على أراضى الدوله!! والنائب المتهم لا يفعل شيئاً ولايذهب إلى النائب العام ليتقدم ببلاغ ضد زميله ، الذى يمكن أن يواجه إتهاماً بالسب والقذف أن لم يكن يمتلك الأدله! وكانت المفاجأه أن النائب المتهم( السادات) إكتفى بالشكوى إلى رئيس المجلس!! فما كان من مرتضى الا "السخريه" قائلا:"هو رئيس المجلس هايمسك لى خرزانه"؟قائلاً له: مااتهمتك به يجعلك تذهب للنائب العام لا لرئيس المجلس!
لماذا لم يذهب (النائب) ل" النائب العام"؟ ولماذا لم تخرج لنا تفاصيل قضية فساد بعض رجال الشرطه ،ونعرف يقيناً هل بالفعل سددوا الأموال التى قرأنا أنهم سددوها للتصالح مع الدوله .. أم أن الدوله تريد "الطرمخه" على القضيه؟ ومن الذى قال أن إنهيار الجهاز الشرطى وفساده( وفساد رئيسه الأعلى حسنى مبارك) ليس له علاقه بانهيار الكوبرى والدائرى والمحور والمدن الجديده ومدارج الطائرات الخ...من الذى قال أنه لاتوجد علاقه!
وزير الزراعه الذى قبض عليه فى الشارع بتهمة الفساد الكبرى،لماذا كان وحده "أمثولة" الأماثل؟ لماذا لم يتعرض غيره لمثل ماتعرض له؟ محافظ سوهاج السابق أفتتح أحد جانبى الكوبرى المنهار بقرارٍ منه رغم إعتراض أحد "اللواءات" بجهاز التعمير والاسكان بالمحافظه ولم يقبض عليه ويؤتى به مغلولاً لسؤاله عن سبب قراره هذا؟ واللواء المشار إليه نفسه يقول فى التليفزيون ( مع برنامج مانشيت وزميلنا جابر القرموطى) سيتم إصلاح الخلل فى غضون أسبوعين أو ثلاثه وينتهى الموضوع فلاداعى لتضخيم المشكله! ولم يفكر أحد فى وزارة التعمير فى استدعائه ومحاسبته على التهوين من مشكلة " مهوله" جداً!
 النائب توفيق عكاشه يخرج على الملأ متهماً جهاز الشرطه فى دائرته بأنه كان يعمل على إسقاطه فى الإنتخابات ولاأحد يعير تصريحاته تلك أدنى إهتمام وكأن الذى أدلى بها شخص على المقهى وليس نائباً يفترض الموثوقيه والمصداقيه فى كلامه وكل  كلمه يقولها يمتلك دليلاً عليها!
"ماذا جرى للمصريين"؟! عرفنا ماهو أسوأ من كتاب الدكتور جلال أمين الذى حمل هذا العنوان، لكن مازلنا بعيدين عن وضع قطار الأصلاح على السكه! نصف طن من الأحشاء الفاسده تضبط فى طريقها إلى أمعاء المصريين ، قبل أن تصبح " رغيف حواوشي" وهو رغيف البسطاء! آلاف من كيلووات اللحوم الفاسده تضبط فى مصانع النائب فرج عامر .. وسبقه إلى هذا النائب س. ص. ع الذى ضبطت فى ثلاجات مصانعه كميات من اللحوم المجمده الفاسده ،ثم دخلت القضيه الثلاجه ، رغم أنها ساخنه فى كل الضمائر والقلوب الحيه!
النائب العام المحترم يأمر بفتح مستشفى المطريه بالقوه، بقرار حاسم وصارم ، لكن لم نقرأ فى المقابل قراراً صارماً بحبس الأمناء الذين "سحلوا" أطباء المستشفى لمجرد أنهم إعترضوا على كتابة تقرير طبى بطريقه يريدها الامناء؟
بعد ماقرأتم: مخطىء من يتصور أن مثل هذه الإنهيارات الأخلاقيه والفكريه تقل أهمية عن انهيار المدن والكبارى الأسمنتيه .. أو أنها لاعلاقة لها- الإنهيارات- بعضها ببعض.. بالعكس كلها طرق سالكه نحو فساد لابد أن نعلن النفير العام فى مواجهته، وإن كنا فى حرب مع الإرهاب ،وان كان خطر الإخوان والدواعش والقاعده والظلاميين والمتطرفين يحاصرنا حتى نكاد نختنق تحت أنقاض الإنهيارات !             
‏‫