طيب !!!

طعن الجنيه  -  بقلم: حسام فتحي

 

.. حرب شرسة تتعرض لها مصر على أصعدة مختلفة، ومن جهات عدة، وجماعات متعددة، والحرب الاقتصادية إحدى الجبهات التي تشهد معارك شرسة، يتصدى لها البنك المركزي والأجهزة الرقابية والمالية.

وكأن الظروف الاقتصادية وحدها ليست كافية ليتصدع تحت وطأتها «الجنيه» المصري «الغلبان»، لتقوم «جماعات» منظمة بالعمل على «تقويض» ما بقي له من «هيبة» مستغلين عدم وعي «بعض» المصريين العاملين في دول الخليج، واستحالة الرقابة على بعض شركات الصرافة، أو حتى الأفراد الذين يقومون بعمل «سري» منظم.

وتنتشر في دول الخليج بعض الشركات والأفراد الذين يعرضون على المصريين العاملين في هذه الدول تحويل أموالهم عبر هذه الشركات والأفراد بأسعار تزيد كثيراً عن الأسعار المعلنة سواء في البنوك أو شركات الصرافة الرسمية، وفي وقت أسرع كثيراً.. يصل إلى ساعات معدودة.. لمزيد من الإغراء.

.. وبالتالي يتم حرمان «الدولة المصرية» من جزء كبير من العملة الصعبة التي تتحصل عليها عن طريق تحويلات المصريين في الخارج.

فمثلاً يبلغ سعر تحويل الجنيه المصري في البنوك وشركات الصرافة حوالي 39 فلسا كويتياً.. ويقوم أصحاب ما يسمى بـ«تحويلات الظل» بشراء الدينار الكويتي من العاملين في الكويت بسعر 33 فلسا فقط للجنيه الواحد، دون عمولات تحويل، ويتم تسليم المبلغ المعادل بالجنيه المصري للأقارب والمستفيدين في منازلهم وبيوتهم من خلال رسائل بالاسم والعنوان عبر خدمات و«اتساب» و«تليجرام» التي يصعب اقتفاؤها وتتبعها!

الأمر ليس بجديد، لكنه في ظل الظروف الحالية أصبح أكثر تأثيرا، وفي الماضي كان يقوم به أفراد أحادى يهدفون إلى الربح السريع، والآن أصبح الأمر أكثر تنظيماً.. وأفدح ضرراً، ويحتاج إلى تحرك أكثر حسما وحزماً، وتنسيق مشترك بين أجهزة الأمن الاقتصادي في مصر ونظيرتها في دول الخليج، وبعض الدول الأوروبية التي تتواجد فيها جالية مصرية كبيرة نسبياً.

وأيضا يحتاج الأمر مزيدا من التوعية والوعي تقوم به سفاراتنا وقنصلياتنا في الخارج، خاصة بين المصريين البسطاء الذين لا يدركون خطورة شياطين «تحويلات الظل» على اقتصاد مصر.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.