لصوص...
 بقلم/اسامة ابوزيد
 رغم انتصاف النهار مازالت برودة الجو تلسعهم وخصوصا مع تواري الشمس خلف السحب الكثيفة. تحلقوا حول كومة من البوص والحطب اشعلوها الى جوار احد حقول القصب الممتدة على مرمى البصر. مدوا ايديهم بلهفة الى النار الصاخبة يستمتعون بدفئها. راح يقلب النار ويطالع وجوههم الشاحبة وثيابهم الخفيفة التي بالكاد تستر اجسادهم النحيلة البائسة. بدأ يحدثهم عن اولئك اللصوص الانذال الذين يقتحمون حقول القصب وينهشون اعوادها، ويمكثون فيها طويلا حتى تمتلئ بطونهم. قال وهو يلوح بقبضته: اه لو أقبض على واحد منهم، سألقي به عاريا في الساقية المهجورة، ثم طلب منهم البقاء حول النار حتى يعود اليهم بعد جولة تفتيش على الحقول الواسعة لعله يضبط أحدا من هؤلاء الاوغاد. مضى بنشاط بالغ. ابتلعته أعواد القصب الكثيفة. راح كل منهم ينظر الى الاخر. ضجوا بالضحك حتى اغرورقت عيونهم...