طيب!!!

 

برلمان.. بلا تصفيق

 

..بالأمس أقسم النواب اليمين الدستورية، واكتمل الاستحقاق الثالث لمصر بعد الانتخابات الرئاسية والدستور، وأصبح لدى المصريين مجلس نواب منتخب، فى انتخابات نزيهة لم يتم تزويرها، ويتحمل شعب مصر مسؤولية جميع «مخرجاتها».

فماذا يريد شعب مصر من نواب برلمان مصر؟

أولاً.. حسناً فعل المستشار المحترم بهاء أبوشقة عندما طلب من النواب «عدم التصفيق تحية لكل نائب يؤدى اليمين الدستورية»، وقال: «مش هنسقف لكل عضو.. كفاية تصفيق».. وربما كانت «رمية» غير مقصودة فقد مللنا من نواب التصفيق ونواب «موافقون»، أولئك النواب الذين كان سرور والمحجوب وأبوطالب لا يرفعون وجوههم للنظر إليهم وحصرهم عند التصويت ويكتفون بكلمة «موافقة»، ..ربما سبقها النظر إلى وجه المرحوم بإذن الله تعالى، كمال بيه الشاذلى!

وما يريده الشعب من نوابه أن يتناسوا تصفية الحسابات الشخصية، والمصالح الحزبية و«الكتلية» الضيقة، ويعوا تماماً أن مصر لم تعد تملك رفاهية الوقت للمهاترات والجدل العقيم، فالوقت قصير جداً، وندعو الله أن يكفى لتحقيق جزء من المطلوب لإنقاذ مصر، ومواجهة تحديات الأمن، والاستقرار، وتحديات الاقتصاد المتراجع، والأهم تحقيق طموح الـ 90 مليون مصرى، الذين ينتظرون الخروج من دوامات الفقر والجهل والمرض، ذلك الثالوث غير المقدس الذى يفتك بعقول وأجساد ومستقبل المصريين.

ننتظر من مجلس النواب الموقر - أمد الله فى عمره حتى نهاية مدته - أن يهتم بدوره التشريعى، فما أدراك بحجم القوانين «سيئة السمعة» التى تحكم أغلب مناحى حياتنا، والتى «فصّلها» وحاكها «ترزية» القوانين ووافق عليها نواب «الكيف» والتهرب من التجنيد والقروض ولصوص أراضى الدولة وإعلاميو السلطة، على مدى عصور وعقود، ..هذه القوانين التى تحتاج نسفاً كاملاً وإعادة إنشاء، وهى -للأسف الشديد- القوانين ذاتها التى وضعها الفاسدون ورعوها، لتتم محاكمتهم بها، إذا تجرأ الشعب على محاكمتهم.

وننتظر من مجلس النواب الموقر أن يقوم بدوره الذى افتقدناه أيضا منذ عقود، وهو الدور الرقابى، فنتمنى أن يعى النواب أنهم قادرون على إسقاط وإقالة أى وزير لا يرقى أداؤه للمستوى المأمول، بل وسحب الثقة من أى حكومة لا تعمل بمستوى التحديات التي تواجهها مصر.

وأدعو مخلصاً بعض النواب «المصفقاتية» و«المطبلاتية» و«الحنجورية» أن يتقوا الله فى مصر وفى الأمانة التى حملهم إياها مصريون لم يدركوا حقيقة من انتخبوهم، وأمام هؤلاء النواب فرصة تاريخية لتحقيق آمال الناس، و«تخييب» ظنى فيهم!

 

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.

 

حسام فتحي