إستقيلوا يرحمنا منكم الله !1-2- بقلم محمود الشربينى
------------------------------------------------------
-قبل أن تقرأ:من أدعو الله ان يرحمنا منهم وأن يستقيلوا ليسوا وزيراً واحداً فى الحقيقه، ولكنهم كل الوزراء العاجزٍون الفاشلون الذين لايدركون أبعاد اللحظه الراهنه فى الوطن .. لحظه ملؤها مراره.. طولها نزيف وعرضها عجز وعمقها مخاوف!
*******************
ذهب صديقى الكاتب الصحفى سليمان جوده إلى شرم الشيخ قبل أيام وجاءنى صوته من هناك حزيناً مفعماً بالمراره!شعرت عبرت الهاتف بالدموع تكاد تتساقط من عينيه وهو يحدثنى عما آلت إليه الأوضاع فى درة المدن السياحيه فى عصر مبارك "اللامبارك" .. مدينة "شرم الشيخ" الجميله التى تحولت الى مدينة "أشباح" لم يعد يهتم بها أحد أو يفكر في إنقاذها احد !!وكأن "ذهبهاالطبيعى" قد نضب.. وانخفض سعره إلى مادون اسعار النفط!
من ذا الذي يريد لشرم الشيخ هذا المصير سوي العجزه والفشله الذين لا يبتكرون الحلول ولا يستطيعون تغيير صوراً ذهنيه خاطئه ، باتت تشكل خريطة المدينه وتحكمها اقتصاديا ونفسياً! مخطىء من يعيد أزمة شرم الشيخ إلى فترة نكبتها بالطائره الروسيه .. فهل كانت - يا سيد زعزوع- نسب الاشغال والاعمال فى المدينه منذ انتخاب الرئيس السيسي- ولن اقول منذ مابعد الثوره - نسباً طبيعيه تتناسب مع حجم الجمال والجلال الطبيعى الذي يزين درة المدن السياحيه ؟ ابداً .. لم تكن تتناسب معها بأي قدر ، فشرم الشيخ الجميله ، منجم الذهب الطبيعى لم تجد من يعيد لها الحياه بعد الثوره ..وكنت أظن -وبعض الظن ليس إثماً- اننا وقت الأزمات نستطيع أن تستلهم روح المصرى الحقيقى ذو الاراده الفولاذيه والخيال الغنى ، روح الشرق الفنان الذي يميز الامه المصريه ، باعتبارها جزءاً من الشرق الفنان الذي حدثنا عنه الدكتور زكى نجيب محمود .
من يستطيع ان يقول ان عشرات المحال التى أغلقت فى شرم الشيخ والليالى السياحيه التى إنخفضت الى نسب متدنيه ،ماكانت لتجد العلاج لو أننا وضعنا خططاً محكمه للسياحه الداخليه والعربيه وقمنا بحملات إعلاميه مدروسه وجذابه تجذب المصريين إلى التمتع ببلدانهم ومدنهم السياحيه التى لايستطيعون اليها سبيلا فى الايام العاديه، كونها باهظه الكلفه على ميزانية الاسره المصريه؟
ماذا لو أن وزارة السياحه بالتعاون مع الاعلام والثقافه ومجلس الآثار ومدينة الانتاج الإعلامى قدموا حلا مبتكرا وجديدا كى تعاود المدينه بث اشعاعها الجميل على العالم مره اخرى بثياب مصريه خالصه؟
من هو الأعلامى المحترم الذي ذهب الى شرم الشيخ ليقدم برنامجه من على ضفاف خليج نعمه بشكل استثنائي ؟ ما هو التليفزيون الذي قرر مديره ان يقدم برامج منوعاته وترفيهه من من شوراع ومدن وفنادق شرم الشيخ ؟ اين برامج التليفزيون " الأم" المنوعه التى يتحفنا بها فقط وقت الازمات ليحول انظارنا عن الحدث الرئيسي ، و ببثها يتجاهل هذه الإحداث على خطورتها مثل طعم البيوت وبرامج الموضه و والطهى ونحو ذلك ؟
ألا يمكن ان يتصور أحد أن برنامج "آخر النهار" لو قدم حلقات اسبوعيه من شرم الشيخ بمقدميه المعروفين ، عادل حموده ومحمود سعد وخالد صلاح وريهام سعيد ، يمكن ان يساهم فى إعادة المدينه الى بؤرة الضوء ، وتعيد لها الحياه ، ببث حى من قلبها ومن على ضفاف اجوائها الساحره ، بدلا من " هري" برامج التوك شو اللعينه التى لاتقدم ولا تؤخر ؟
أين ثلاثى أضواء الهرج والمرج والنكات السخيفه والابتزاز الاعلامى وتفخيم الذات من مايحدث فى مدينة الجلال والجمال الانسانى؟ ماذا يضر لو ان صاحب لفراعين ( تنازل حبتين وتواضع شويتين ) واكد لنا انه احد مفجر، ثورة 30 يونيو ، وانه كان يحشد الشعب المصري للتظاهر لاسقاط الاخوان ، وانه كان يملأ الشوارع بالمواطنين الناقمين لأن شعبيته طاغيه.. اين هو ولماذا لم يستغل هذه الشعبيه المزعومه فى تعبئة وحشد المصريين ، ليكونوا هم السائح البديل للسائح العالمى وهم طليعة السائح العربى ؟ مالذي فعله وفد الدبلوماسيه الشعبيه المصرى .. لماذا لم يفكر فى زيارة المدينه واقناع وفد فنانين ورجال اعمال و ونواب برلمان لزيارة المدينه على نفقتهم الخاصه مع تسهيلات من وزارة السياحه وهيئة تنشيط السياحه وبالتعاون مع مدينه الانتاج الاعلامى ، على تقديم اعلانات مخفضه عن الرحله ، وعلى ضع خريطة حجوزات بالكلفه العاديه؟ماذا فعل مرتضى منصور الذي يملأ الدنيا حديثا عن شعبيته الكاسحه هو عبد الرحيم واحمد موسي .. ولميس الحديدي (مع الفارق)!
ماذا لو أن وزارة الداخليه نظمت رحلات لأسر الشهداء والمصابين الذين سقطوا بفعل الارهاب الإخوانى الجبان إلى المدينه الجميله ؟ الايمكننا ان ننظم مهرجانا لتكريم شهداء الجيش والشرطه وجرحى الثورتين ( يناير ويونيو) ومصابيهما ، يحييه نجوم الغناء ، مقابل ان تتكلف الفنادق باجور معقوله للفرق الموسيقيه؟ الا تقومون بشيء أيها الساده فى حب شرم الشيخ ؟!
ماذا لو أعددنا خطه ثقافيه محترمه بالتعاون مع هيئة السكك الحديديه وهيئة النقل العام ، وهيئة الطيران المدنى لإقامة معرض للكتاب هذا العام فى مدينة شرم الشيخ ويدعى المثقفون المصريون والعرب والاجانب لحضوره هناك بأجور متنوعه متعدده ، يدفعها كل حسب طاقته وقدرته الماليه؟
تخيلوا لو ان أحداً يحب شرم الشيخ ويريدها مدينة مبهجه ضاحكه مستبشره متوهجه لامدينه بائيسه دامعه مقهوره ، هل كان يتركها فريسة لهذا المصير ؟
بعد أن قرأتم : للمقال بقيه نعم .. لكن الفشل الذريع الذي يلاحق الجميع ، وزراء ومسئولين عن السياحه والثقافه والاعلام يدفعنا لان نقول لهم ان حب مصر بالكلمات لا بالأقوال ، لكننالم نرّ فى عيونكم سوى أنات الخوف والفزع والهزيمه أمام الإرهاب ، حتى أنكم اكتفيتم بالولوله والبكاء فقط على الموسم السياحى- بل والمواسم - التى دمرها الارهاب!
إستقيلوا يرحمنا منكم الله!