طيب !!!

 

.. «عنوان» دبى ومراكبنا «الغرقانة» 

 

يمكن أن نطلق عليها.. كارثة بطعم النصر.. فما حدث فى تلك الإمارة الشابة.. الصغيرة.. الجميلة.. هو بكل المقاييس درس لكثير من «الكبار» فى كيفية التعامل مع «الكوارث»، فالمصائب تقع، ولا راد لقضاء الله، ويصبح الفارق فى كيفية تعامل «الأنسان» مع الموقف.

.. شاهدنا جميعاً كيف انتشرت ألسنة النيران خلال 5 دقائق لتلتهم واجهة فندق «العنوان» المكون من 63 طابقاً فى ليلة رأس السنة بدبى،.. لكن ما لم نشاهده، ولكننا قرأنا نتائجه، هو هذا الكم الهائل من التدريب والتعلم والالتزام والانضباط والاحساس بالمسؤولية وتجارب الإخلاء الجادة وكل ذلك لم نره، ولكن كانت نتيجته الواضحة ان تم إخلاء جميع النزلاء والعاملين، ولم يحترق أحد واقتصرت الإصابات على 14 حالة إصابة «طفيفة» ووفاة شخص بسكتة قلبية (رحمه الله)، رغم ان المشهد الكارثى كان ينبئ بوقوع مأساة حقيقية!

فعلى مستوى المسؤولية شاهدنا فيديو لنجل حاكم دبى منصور محمد بن راشد، وهو يرتدى ملابس الإنقاذ ويشارك فى مكافحة الحريق فى لفتة إنسانية فارقة، ومشاركة فعلية فى الانقاذ، ورفع الروح المعنوية لرجال الاسعاف والاطفاء والانقاذ.

وعلى مستوى التدريب كان «الإجلاء» فى وقت قياسى نتاجاً مباشراً للتنظيم والتدريب المستمر الذي أتى ثماره.

ورغم سرعة استعار النيران بسبب نوعية الهيكل المغطى لواجهة الفندق، الا ان الاستعداد المسبق لإخلاء السيارات وعدم إغلاق المداخل، وتحديد مسارات فارغة لسيارات الانقاذ والاسعاف والمطافئ.. كل ذلك حدّ تماماً من تحول الحريق الهائل إلى مأساة إنسانية.

..حدثت الواقعة.. وتم التعامل معها باحترافية عالية، وتواصلت احتفالات «لؤلؤة الخليج» دبى برأس السنة، وتجاوزت الإمارة الأمر بفضل الله، وبما بذلوه من جهد وعرق فى التدريب والاستعداد، وبما حققوه من التزام بالقانون والقواعد والنظم.

وللأسف عندنا فى مصر، وفى نفس الليلة لقى نحو 15 انسانا مصريا وجه ربهم غرقى بسبب غرق «معدية» نيلية فى محافظة كفر الشيخ، فى حادث متكرر، كانت آخر «نسخة» منه فى عيد الفطر الماضى عندما غرق 40 «انسانا مصرياً» فى حادث مشابه، وطبعا «اكتشفنا ان المعدية» منتهية الصلاحية، ولم تجدد الترخيص، وسائقها لا يحمل رخصة، وحمولتها زائدة عن المسموح، وغير مطابقة للمواصفات الفنية، وهناك إهمال وتراخ فى متابعة إجراءات السلامة.

.. رحم الله موتانا وغرقانا.. ولكن متى نطبق القانون؟.. ونترك عنا الإهمال؟.. ونطرد التراخى؟ ونرحم أنفسنا.. ليرحمنا الله؟!

 

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.

 

حسام فتحي