طيب !!!

 

«احزموها».. حاسبوه أو حاسبوهم

 

يبدو ان هناك «كونشرتو» ما يمكن ان يطلق عليه «معزوفة التمهيد لـ 25 يناير 2016»، فقبل ايام خرج علينا البرلمانى الجديد والاعلامى الأكثر اثارة للجدل.. صاحب أعلى اصوات انتخابية الدكتور توفيق عكاشة ليعلن عن ترك مصر والهجرة الى المانيا، مرجعا الاسباب الى ما اسماه بالتدخلات الأمنية فى مجلس النواب وتحركات بعض تلك الجهات ضد أعضاء البرلمان والتدخلات فى شؤون مجلس النواب المصرى، ما اسماه بعض المحللين والسياسيين بـ «هرتلة سياسية»، ليفاجئ الجميع بعدها ويعتذر لكل من أساء اليه ويطلب السماح بقبول الاعتذار ويحاول إفهام البعض بأنها تمثيلية مقصودة ومخطط لها أن تخرج بهذا الشكل، وكتبت حينها فى هذا المكان ان عكاشة لن يهاجر.

وفيما يبدو أنه مسلسل لن ينتهى الا من خلال وقفة حاسمة وتحركات حازمة.. وفيما يبدو ايضا انه استمرار للمقطوعة التمهيدية لما قبل 25 يناير والموسيقى التصويرية الافتتاحية، فقبل أيام خرج علينا ايضا د.حازم عبد العظيم الناشط السياسى الالكترونى والمسؤول الشبابى السابق فى الحملة الانتخابية للرئيس السيسى ليقول عبر مقال مطول نشره على أحد المواقع الالكترونية بعنوان «شهادة حق فى برلمان الرئيس» إن الأجهزة السيادية التى تقع تحت مباشرة الرئيس السيسى تدخلت فى العملية الانتخابية بصورة غير محايدة مما ينسف مبدأ تكافؤ الفرص والمنافسة الشريفة ومخالفة الدستور، ويكشف ما أسماه «كواليس الاجتماعات داخل أجهزة المخابرات لاختيار أعضاء مجلس النواب وتشكيل القائمة التى تخوض باسم الدولة».

المقال ملغوم وملىء بالمتفجرات والسؤال الذى يطرح نفسه: «لماذا الآن ونحن على اعتاب 25 يناير؟» خاصة انه اثار بالفعل جدلا واسعا بين الأوساط السياسية، حيث اعتبر البعض هذه التصريحات فضيحة للنظام ومحاولة جادة لتشويه مؤسسة الرئاسة بالكامل بصفة عامة، وتشويه البرلمان بصفة خاصة، وتمثل تعديا صارخا على إرادة الناخبين وعلى نواب البرلمان، والتشكيك فى نزاهة الانتخابات، وما يؤدى إليه ذلك من الإساءة للدولة وسمعتها السياسية..

وحسنا فعل احد المحامين الذى قدم بلاغا للتحقيق مع عبد العظيم بدعوى الإساءة للدولة وسمعتها ورئيسها، وذلك ليس من باب الإرهاب لمن لديه معلومات تستحق الافشاء وان يعرفها الناس وانما حتى يعرف الشعب الحقيقة، فالمفروض اما ان يحاسب حازم عبد العظيم او يحاسب كل من ذكرهم.

تلك الاتهامات يجب ألا تمر مرور الكرام، فما تحدثه من بلبلة بين الناس يكون لها اثر سلبى بالغ على معنويات شعب بأكمله هو فى امس الحاجة الى الحقائق التى تكشف له حقيقة ما يجرى وليس بالونات الاختبار المليئة بالغاز الفاسد، وأكرر الهدف ليس إرهاب من لديه حقائق وإنما كشف ما يحدث بما لا يضر بمعنويات المصريين وبسمعة الدولة فى الداخل والخارج.

 

.. وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.

 

حسام فتحي