جفاف...
 بقلم/اسامة ابوزيد
 رأيت فيما يرى النائم ان امي توقظني مفزوعة. قالت: الحق، الناس يهرولون ويصرخون، يقولون إن النهر جف. أسرعت حافيا وبثوب النوم دون أن أغسل وجهي ناحية الشرق. تحول النهر الجاري الى ارض يابسة، راح اهل قريتنا يتصارعون على تقسيمها وتسويرها بالحجارة الصغيرة والطوب الاحمر.
 مع اذان المغرب عادوا الى بيوتهم مسرورين بما حازوا من قراريط وأفدنة. اثناء وضوئهم لصلاة العشاء قل ماء الصنابير حتى توقف. انتبهوا الى جفاف النهر. استعانوا بالطلمبات. بدأت مياهها تشح. أيقنوا ان الماء سينضب خلال ايام. سوف يموتون عطشا. تجمعوا فوق ارض النهر الجاف حاملين عصيهم وسكاكينهم وبنادقهم. تدفقوا كالسيل ناحية الجنوب البعيد...