طيب!!!

..يا للهول

..للوهلة الأولى اعتقدت أن فى الأمر «خطأ ما»، وما أكثر الأخطاء المطبعية فى صحفنا هذه الأيام، ربما كان الرجل يقصد 600 مليون.. أو حتى 6 مليارات.. إنما 600 مليار جنيه هى تكلفة الفساد خلال عام واحد ـ لم ينته بعد ـ فى بر مصر!!.. ومن القائل؟.. انه ليس أحد «مهولاتيه» التوك شو، ولا إعلامى إخوانجى فى قناة تبث من أسطنبول،.. مصدر الرقم هو: المستشار «المحترم» هشام جنينة رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، أهم وأخطر جهة رقابية فى مصر!!

انتظرت أن يصحح الرجل الخطأ ـ إن وجد ـ .. فمر يوم.. واثنان وثلاثة.. ولم يحدث، تريثت حتى تدرك «اليوم السابع» فداحة الأمر وتصوبه.. «لكن شيئاً لم ينشر»!

أعدت قراءة تصريحات المستشار «الجليل» فوجدته يقول نصا: «من الصعب حصر تكلفة الفساد داخل المؤسسات المصرية، ولكننا من خلال التقارير الرقابية التى يشرف عليها أعضاء الجهاز يمكننا القول ان تلك التكلفة تجاوزت خلال عام 2015 الـ 600 مليار جنيه».. يا للهول على رأى الراحل الكبير يوسف بك وهبى،.. درجنا على التفاخر بأن جزءا من عظمة مصر أنها يتم سرقة خيراتها منذ آلاف السنين ومع ذلك لايزال المصريون «عايشين»،.. لكن 600 مليار خلال عام.. «كده كتير.. واوفر.. اوفر خالص» ولو صح الرقم.. ومنطقى الشخصى لا يستسيغ صحته ـ فالواجب على «كل» المسؤولين فى هذا البلد الاعتذار، وبعضهم حلال فيه «الاستنحار»!!

وفى القراءة الثانية «لتصريخات» جنينة ـ نعم بالخاء ـ وجدته يركز على نقطتين مهمتين:

أولا: ان أعضاء الجهاز يتبادلون التقارير على مدى السنة مع المسؤولين فى الجهات الحكومية، أى أن «المسؤولين» يعلمون اولا بأول بحجم الفساد فى مؤسساتهم، يا للهول مرة أخرى!!

ثانيا: ان نصوص الدستور تلزم الأجهزة الرقابية بإعلان تقاريرها للرأى العام، وأنه سيعقد مؤتمرا صحافيا «قريبا» لهذا الغرض، وهل سننتظر مؤتمرا صحافيا؟!

..وحسنا فعل الرئيس السيسى بالتوجيه لتشكيل لجنة برئاسة رئيس هيئة الرقابة الإدارية لتقصى الحقائق ودراسة ما جاء فى تصريحات المستشار «الجليل» هشام جنينة، وإعداد تقرير عاجل للعرض على الرئيس واطلاع الرأى العام على نتائج أعمالها فى إطار الشفافية الكاملة، أقول حسنا فعل لأن أى رئيس لا يمكن ان يسكت على اتهام مثل الذى اطلقه المستشار جنينة، بوجود هذا الكم من «الفساد» غير المنطقى، والذى لا يمكن التغاضى عنه، ولكن ماذا لو كان تصريح جنينة.. غير صحيح؟!.. ساعتها لابد من المحاسبة.. والمحاسبة الصارمة، والأفضل أن يقتص هو الحق من نفسه.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.

حسام فتحي