ودع...
بقلم/اسامة ابوزيد
كنا على شاطئ العجمي بالاسكندرية عندما مرت أمامنا. كانت خلال اليومين الماضيين تقطع الشاطئ ذهابا وإيابا بحثا عمن يصدقها او يلجأ اليها من باب الفضول والتسلية. لم تكن ملامحها غجرية او ريفية كما بدت هدى سلطان في فيلم حميدو مع ملك الترسو او وحش الشاشة فريد شوقي. كانت تشبه نساء الاحياء الشعبية.
علا صوت احدنا طالبا منها المجيء. أنزلت قفتها من فوق رأسها. جلست بغنج ودلال. فرشت منديلها على الرمال الناعمة وألقت بصدفاتها. طلبوا منها ان تضرب لي الودع. كانوا يعرفون رفضي لمثل هذه الخرافات. نظرت اليّ بتمعن شديد كأنما تحاول قراءة افكاري. تعمدت تضليلها. طاشت قراءتها وتخميناتها. أخبروها ان كل ما قالته عني يتناقض مع طبعي وشخصيتي رغم صحة بعضه. غضبت. أعادت صدفاتها ومنديلها الى قفتها. منحناها اجرا مضاعفا. رفضته بكبرياء. مضت . توارت عن الانظار. طوال خمسة ايام باقية قضيناها على الشاطئ لم يظهر لها أثر..