نتمنى ان يكون تغيير المحافظين الذى تم امس خيرا على مصر وأهلها لكن.. وآه من «لكن»، فلا ادرى لماذا قفزت الى رأسى فجأة قضية مافيا الاستيلاء على الأراضى الزراعية وتملك الأجانب لها بالتزوير والتحايل على القانون بمساعدة فاسدين ومتنفذين فى وزارة الداخلية آنذاك وتورط بعض المحافظين ومحامين متخصصين وجيش من الموظفين فى تلك العمليات، والتدخلات لنقل واستبعاد عدد من المسؤولين الشرفاء لإبعادهم عن القضية ونتمنى أن تكون هذه الأمور قد ذهبت الى غير رجعة..

تذكرت ذلك وأنا أتابع حركة المحافظين الجدد وأداءهم اليمين الدستورية امام رئيس الجمهورية وتداعى للذاكرة الحديث النمطى عن ضرورة تحسين اداء المحافظين والعمل على تلبية اهتمامات المواطنين، والارتقاء بالخدمات المقدمة وضرورة دفع التنمية والتعمير لتوفير حياة كريمة ورفع مستوى المعيشة لكل فئات الشعب المصرى.

وتتوارد الخواطر ويلح علىّ سؤال اعتقد انه مهم.. فمن خلال متابعتنا لتصريحات الدكتور المحترم أحمد زكى بدر، وزير التنمية المحلية بأن تغيير المحافظين مرتبط بتقييم جاد وحقيقي، وأن معايير اختيار المحافظين الجدد، الجودة والكفاءة، وأن تقييمه لأداء المحافظين يعتمد بصورة رئيسية على قياس «رضا» المواطنين عن الأداء، وشكاوى المواطنين التى تتلقاها الوزارة والأجهزة التابعة لها، بجانب تقارير الأجهزة الرقابية، ومدى تنفيذ المشروعات الخدمية بالمحافظات، ولكن..!

ولكن الأخيرة هنا تخص محافظ الشرقية المقال الدكتور رضا عبدالسلام والذى كان يشغل منصب أستاذ ورئيس قسم الاقتصاد والمالية العامة بكلية الحقوق جامعة المنصورة، والحائز جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الاقتصادية لعام 2003.. فعلى الرغم من شعبيته ورغم دعوات اهل الشرقية بالخروج فى تظاهرات دعم وتأييد له بعد خبر الإقالة، والتى تشير بوضوح الى «رضا» المواطن عنه «وهو ما اعتمد عليه بدر فى تقييمه لأداء المحافظين»، الا انه تجاهل هذا الرضا وعمد الى التغيير.. لعل السبب خير!

فالدكتور عبدالسلام صاحب فكر وسطى رفض وبشدة وثبات طمس معالم الهوية الإسلامية للدولة كما انه رفض فى نفس الوقت التشدد الدينى، وعرف خلال عمله فى جامعة المنصورة بدفاعه الشديد عن الحق، ما جعل نسبة كبيرة من طلاب الجامعة يلجأون إليه إذا ما وقع عليهم ظلم داخل الجامعة أو خارجها.. هذا هو محافظ الشرقية المقال.. الذى يرى بعض المحللين ان اراءه سبب اقالته وأن اعلانه عن آرائه بوضوح وشفافية حول تصريحات وزير العدل عبر مداخلة هاتفية لبرنامج «90 دقيقة» على قناة «المحور»، كان وراء الإقالة.. وأعتقد ان من حق المواطن معرفة الأسباب الحقيقية وراء استبعاد الرجل الذى توقعنا جميعا أن يتم تصعيده لمنصب أعلى.. وذلك حتى لا يفقد الثقة فى كل ما هو جميل...

 

.. وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.

 

حسام فتحي