نواب" الكِبَدْ" و"الكلاوى"!!؟بقلم : محمود الشربينى
---------------------------------------------------------
قبل أن تقرأ:أتخيلكم فرداً فرداً وأنتم تنصتون إلى أخبار هذه الما&<700;يا! أتأمل وجوهكم ،من على بعد آلاف الأميال .. زفراتكم الصادره من الأعماق ..تأففكم وتأوهكم وشعوركم بالقرف والرغبه فى " التقيؤ"( أعتذر منكم جميعاً).. مصمصة الشفاه ، والخبط على صدوركم ، وضرب أيديكم كفاً بكف .. مشفوعةً بجمله من قلب الغضب ..أظنكم لاتملكون غيرها: حسبنا الله!!
-منذ أن فتح "توفيق عبد الحى" باب هذه الامبراطوريه العالميه التى لاتغيب عنها الشمس،مدعوماً برعايه غير مباشره من نظام "السادات"،وكل يوم تشرع نافذةٌ جديدةٌ، ويبنى جدارٌ شاهقٌ فى هذه الإمبراطوريه الممتده على طول حدود دول الفقر والجوع والقهر الغذائى.. المسماه كذباً ب" الناميه" ( النايمه لافرق!)، ولعل"النايمه" هى الاكثر دقة ، ذلك أن دولاً ممن تحترم مواطنيها ويعيشون فيها عيشة كريمه ، وقعت فيها-ولاتزال تقع -بعض من هذه الحوادث المشينه( سأحدثكم عنها حالاً أن فتحتم صدوركم لى للتنفيس عن الغضب الكامن بداخلى)!
فقبل أعوام استيقظت "الكويت" على أنباء فضيحة ضبط أكبر كمية لحوم فاسده فى تاريخ دولة الرفاهيه! والكارثه أن أحدا لم يقدم للمحاكمه، رغم أن الفضيحه هزت الجميع ، لكن من دون الاعلان عن مرتكبى هذه الكارثه! وحتى لو أعلن عنهم مالذي سيحدث ؟تذكروا ماالذي حدث فى مصر منذ أن أطعم "توفيق عبد الحى" المصريين النسور الجارحه واللحوم الفاسده ؟ لم يحدث شيء سوى تنامى هذه الإمبراطوريه ، حتى وصلت إلى مالايحمد عقباه اليوم ! وصلت إلى "الجزارين"! وكنا نحسبهم يمدون جشعهم فقط إلى جيوب المستهلكين ،عن طريق الغش فى الموازين ورفع أسعار اللحوم دون سبب أو وازع من ضمير!لا .. لقد تجاوزوا ذلك، فمن أمن العقوبه أساء الأدب كما يقولون. لقد إنضم جزارون إلى "ذابحينا"من المستوردين وأباطرة تجارة اللحوم الفاسده ،وتحولوا إلى إطعام الناس "لحوم الحمير"!!وأتحدي لو أن هناك مصرياً واحداً، وهو ذاهب إلى محال القصابين، أو إلى أحد المطاعم،أوالتفكير فى ال"ديلفرى"، لم يتوقف ليتساءل والحيره تنهشه : هل هذه فكره سديده؟ هل هذا طعام حلال أم فاسد ؟ والسؤال الأصعب الذى يطارد الجميع :و ماالعمل ؟هل سنتوقف عن الأكل ؟!وهل التأكد من "سلامته" مسئوليتنا أم مسئولية الدوله؟!
لقد تجاوز " ذابحونا" المدى ، ولم يعد يردعهم أحد ، واستباحونا ، والمؤسف أن نفراً من المصريين البسطاء ساعدوا هؤلاء ومنحوهم شرفاً لايستحقونهم ، وأماناً لا ماكان ينبغى على أمثالهم أن يحصلوا عليه.. وهو الحصانه البرلمانيه!
كثيرون أستبعدوا من الترشح لانتخابات مجلس النواب لأسباب أقل أهمية من تمتعهم بالسمعه التى لاتشوبها شائبه .. فالشروط والضوابط التى أتحفونا بها لم تمنع ما&<700;يا اللحوم الفاسده، مستوردين وجزارين وغيرهم ، من الترشيح ومن الانتخاب والفوز بالعضويه، وليس هؤلاء وحسب بل ان أحد اباطرة المخدرات استطاع التسلل الى البرلمان ، بسبب عدم وجود احكام قضائيه نهائيه ضده، رغم أن تحريات الاداره العامه لمكافحة المخدرات تضعه فى خانة " نواب الكيف"!
إنفجرت عناقيد الغضب ،على إثر إكتشاف فريق تفتيش محترم ، يضم طبيبه بيطريه " مقاتله"،ثلاجة " مملوءه بنصف طن من اللحوم الفاسده يملكها " برلمانى" سابق يدعى س . ص . ع!! هكذا نشرت الصحف إسمه و حفظت لمثله حقوقه خوفاً من التقاضى ، لأن المسأله فى مصر لاتحتاج سوي " نفرٍ"من المحامين " الغاليين" أتعاباً فقط ..المعدومي الضمير، ممن يجيدون إطلاق المجرمين من محبسهم ،باستخدام ألاعيب كثيره ، وإيجاد ثغرات عديده فى القوانين ليفلتوا من العقوبه ، بعدها يعود المجرمون لممارسة آياتهم الشيطانيه من جديد بدون رقيب أو حسيب ! وفى رأييى أن أمر الإفلات من العقوبه يبدأ باطلاق السراح بكفاله أياً كانت 20 أو 50 الفاً.. فهى كفاله للإفلات من العقاب ، لأن هؤلاء لهم طرقهم واساليبهم ونفوذهم وشبكاتهم علاقاتهم ، التى تتشعب وتنمو فى ظلال الحصانه ومصاهرة "كريمة" الفساد الإجتماعى!
الصحف التى نشرت الفضيحه لم تجرؤ على القول أن هذا البرلمانى نجح مجدداً فى دأئرته الإنتخابيه ( بالقليوبيه!) وأصبح عضواً بمجلس النواب الحالى!!إكفتوا بذكر أنه نائب سابق! نجح فى برلمان 2010 ، ولكنه عاد ب"كلاويه" و"لحومه" الفاسده لينهش أكباد وقلوب الناس ويتمتع بالحصانه !
ابناء قري نكبت بهذا البرلمانى، وحاولوا التصدى لأمواله ورشاويه من اللحوم الفاسده التى أغرق بها دائرته، لم يملكوا إلا السخريه منه لأنه لايزال يتخلص من "الكلاوي الفاسده" التى تفيض بها ثلاجاته العامره بتوزيعها على الفقراء الذين لا يتوقفون- بمعدتهم - عند هذه الامور !
فى الحقيقه ان هنالك وجها أخر مشيناً فى هذا القصه، فتقاليد الأجهزه الامنيه تسمح لها بان تطال وتعاقب بعض الناس من ذوى الآراء المعارضه(أو الهدامه أن شئتم !) حيث يقبض عليهم ويسجنون لمدد طويله ، كاسراء الطويل وأحمد محمود مثلاً! فالأولى قضت اكثر من 570 يوما فى السجن من دون محاكمه وهو امر مشين حقاً، ثم أطلق سراحها بعد أن استنزفت سمعة الدوله واصبحت قضيه دوليه !!والثانى هو أحمد محمود الذي يوشك أن يصبح هو الآخر قضيه مماثله ، برصيد يربو على 700 يوم فى السجن بسبب آرائه المعارضه !
بعد أن قرأتم : س. ص .ع.. نائب الكلاوى والبلاوى لم يبق فى الحبس الاحتياطى سوى ساعات قلائل ، لعله خلالها تمتع بحقوق الوجهاء والنواب .. ثم أطلق سراحه بكفاله،وسجلت قضيه؟ أما المعارضون الذين يمكن مواجهة أرائهم فكراً بفكر ورأيأً برأي،فإنهم يبقون فى السجون، يخصمون من سمعة الدوله كدوله تحترم حقوق الانسان ؟
أيها الساده :نواب "الكلاوى" و"البلاوى" واللحوم الفاسده ، أشد خطراً على الدوله من المعارضه، ولابد من تشديد القبضه الأمنيه عليهم وملاحقتهم بلاهواده ، فهؤلاء هم الذين يستحقون إجراءاتكم الإستثنائيه، لا هؤلاء المعارضين!