هَمٌّ بالليل - بقلم: حسام فتحي
.. «الدَّيْن.. هَمٌّ باليل وذل بالنهار».. وديون مصر الخارجية هى أحد التحديات الكبرى التى تواجه السياسة المالية للحكومات المتعاقبة، سواء بمحاولة «تقليص» حجم الدين، او تخفيض «خدمات» الدين، أو محاولة تحجيم نسبة الديون الى الناتج المحلى الإجمالى.
وبالرغم من «النجاح النسبى» للادارة المالية فى خفض الدين الخارجى بنحو مليارى دولار بحلول نهاية 2015 ليصل الى 46.1 مليار دولار تقريباً، مقابل 48.1 ملياراً فى نهاية يونيو الماضى، فإن رقم الدين الخارجى يظل كبيراً جداً.. إذا علمنا أنه كان «صفرا» فى عهد الملك فاروق، وفائض احتياطى النقد الاجنبى 145 الف جنيه!!.. ثم بدأ الاقتراض فى عهد عبدالناصر ليصل فى عهد السادات الى نحو 21 مليارا، وتضاعف الى نحو 49.9 مليار دولار فى عهد حسنى مبارك «السعيد». وهنا نتحدث فقط عن الدين الخارجى، وليس عن الدين الداخلى «الهائل» الذى بلغ 962.2 مليار جنيه فى نهاية عهد حكومة نظيف.
واليوم اضطرت مصر مرة اخرى الى اللجوء للاقتراض من البنك الدولى والذى وقعت معه اتفاقا قبل أيام بإجمالى 3 مليارات دولار بهدف تمويل عجز الموازنة، استطاعت وزيرة التعاون الدولى «الشاطرة» سحر نصر ان «تفاصل» مع مسؤولى البنك لتخفض الفائدة عليه إلى أقل قدر ممكن.. قيل انه 1% فقط، وذلك ضمن حزمة قروض وافق عليها مجلس ادارة البنك الدولى تبلغ 8 مليارات دولار، منها 6 مليارات من البنك الدولى، و2 مليار من مؤسسة التمويل الدولية، موجهة الى القطاع الخاص.
ومع كل التقدير لجهود الوزيرة النشيطة سحر نصر فى الحصول على القروض من البنك الدولى.. والدفع المستمر والتحفيز الدائم للدول الشقيقة بضرورة الالتزام بدفع حصتها المحددة لتمويل المشاريع التنموية فى مصر، وحضورها الى الكويت لحضور اجتماع مؤسسات وصناديق التنمية العربية لتنفيذ مشاريع تنمية شبه جزيرة سيناء، مع كل التقدير للوزيرة إلا اننى اتمنى وأدعو الله الا اترك «أبنائى» وهم «مدينون» للخارج، واعتقد ان اى مصرى وطنى مخلص يدعو معى الا يغادر الحياة الدنيا وهو مدين، وبلده مدين وابناؤه مدينون، والافضل أن يتم توجيه أى «موارد» جديدة الى التنمية وايجاد فرص عمل للشباب وخفض معدلات البطالة واعادة فتح المصانع المغلقة، وتحسين مستوى المعيشة للمواطن المصرى والارتقاء باستغلال الموارد الطبيعية والثروات المتاحة، ودعم الصادرات.
وارحموا أولادنا من تراكم الديون على بلدهم وارحمونا من دعائهم علينا!!.. وامنحوهم الفرصة ليدعوا لنا.
.. وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.