القربة المقطوعة

بقلم: حسام فتحي

«الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين أو الارتباط بها ينبغى اعتباره مؤشراً محتملاً على التطرف، وهناك مجموعات من الإخوان لها علاقة مبهمة مع التطرف المشوب بالعنف و«الجماعة» أصبحت نقطة عبور لبعض الأفراد والجماعات ممن انخرطوا فى العنف والإرهاب، وهى مبهمة عن عمد ومتكتمة بحكم العادة، والحكومة البريطانية ستراقب آراء المنتسبين إلى «الإخوان» وأنشطتهم فى بريطانيا وستحدد ما إذا كانت الجماعة تندرج تحت التوصيف القانونى للمنظمات الإرهابية أم لا».

لا فض فوك يا عم ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا العظمى، الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس، صاحبة أول دعم للجماعة وكان 500 باوند عداً ونقداً.

ما قاله العم كاميرون هو الخلاصة التى سمح بنشرها من نتيجة تقرير المراجعة الذى أمر لجنة متخصصة بإعداده بتاريخ ابريل 2014 بهدف تحديد ما إذا كانت «الجماعة» تشكل خطراً على الأمن القومى البريطانى أم لا، .. وحسب بيان كاميرون فإن نتائج التقرير لم تحسم الأمر - طبعاً للتصريح «الدبلوماسى» الذى ألقاه - وإن كان يلمح ويشير على استحياء إلى وجود «شىء ما» ستتم متابعته ومراقبته وفحصه وتمحيصه، وربما «عزل» عوامله وإخضاعها للتجارب المعملية حتى تتضح حقيقة نشاطها أو خمولها!! ومن ثم تحديد طريقة التعامل معها،.. ربما بعد أن يتوج حفيد الأمير ويليام ملكاً على بريطانيا!

عموماً هذا هو «فهم» الحكومة البريطانية لـ «الجماعة» حتى الآن وهم أحرار فيما يستندون إليه من مفاهيم تحدد سياساتهم تجاه «الجماعة».. أو غيرها، حتى بعد أن أكد التقرير الذي تلا ملخصه العم كاميرون أن «جماعات مرتبطة» بـ «الإخوان» أو متأثرة بها صنفت بريطانيا أحياناً بأنها معادية بشكل جوهرى للدين والهوية الإسلامية وعبرت عن تأييدها لهجمات تنفذها حركة «حماس»، ومن ثم فإن جوانب من فكر «الإخوان» وأنشطتها تتعارض مع قيم بريطانية كالديموقراطية وسيادة القانون وحرية الفرد والمساواة والاحترام المتبادل والتسامح مع الأديان والمعتقدات المختلفة.

شوف يا عم كاميرون.. مع الاحترام «الكامل» للصياغة الدبلوماسية الفريدة والدقيقة والمبهرة التى تحدثت بها، والتى ينبغى أن يتم تدريسها فى كل المعاهد الدبلوماسية فى العالم كنموذج لمقولة: «تحدث كثيراً جداً.. ولا تقل شيئاً»! إلا أن هناك فلاحا مصريا قال حكمة قبل 5 آلاف سنة من 7 كلمات «احفظها يمكن تنفعك»، الراجل ده قال: «اللى بيشيل قربة مقطوعة بتخر على راسه».

وتأكد أن «الجماعة» لن يعجبها حتى تقريركم الدبلوماسى ولا عباراتكم المتحفظة، ولا تلميحاتكم «غير المقبولة» ولن يقف الأمر عند صدور بيانات تهاجم التقرير أو تصفه بأنه معيب جداً وغير منصف ولا يستند إلى أى دليل، بل ستتم «جرجرة» حكومتك فى المحاكم البريطانية ومطالبتها بالتعويضات والاعتذارات.. «وهيوروكوا أيام سوده»... راجع مثل الفلاح المصرى.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.