طيب!!!

 

مصر وسوريا.. وترودو

 

..ربما فى نفس اللحظة التى فاضت فيها روح السيدة السورية وأطفالها السبعة امام سواحل اليونان قبل أيام قليلة.. كان مئات السوريين يطأون ارض مطار «تورونتو»، وفى استقبالهم لجان ترحيب على رأسها رئيس الوزراء الكندى الشاب الوسيم جستن ترودو(44 عاما) معلناً للسوريين انهم منذ هذه اللحظة يتمتعون بجميع حقوق المواطن الكندى - عدا الترشح والانتخاب ـ اللذان سيأتيان لاحقاً!!

وبينما كانت جثث الأم السورية واطفالها السبعة تطفو على مياه المتوسط، بعد أن صعدت ارواحهم البريئة الى بارئها، ولسان حالها يشكونا جميعاً إلى الله عز وجل، كان اطفال سوريون آخرون ينعمون بدفء الاستقبال الحار والوعود بحياة أفضل بعيداً عن مسقط رأسهم، أحلى بلاد العرب.. شام العزة والجمال التى دمرتها حروب لعن الله من بدأها.. ومن نفخ فى جذوتها.. ومن يستفيد من الدماء المسالة فيها.

فاجعة سوريا مستمرة وهناك ملايين السوريين هجروا ارض اجدادهم الى الشتات، منهم نصف مليون سورى شقيق يعيشون بيننا فى مصر، محاطون بكل الحب تم استقبالهم «بهدوء».. ودون ضجة اعلامية لينضموا الى حوالى 4.5 ملايين لاجئ من جنسيات مختلفة يعيشون فى مصر، دون ان تحاول الدولة المصرية ان تتاجر بآلامهم، أو تتكسب من مأساتهم، يندمجون فى بوتقة مصر.. ويستريحون فى دفء مشاعر أهلها، ولم يتم تسكينهم فى معسكرات على الحدود، او عزلهم تحت علم الأمم المتحدة.. تلك مصر، لا تمنّ بفضل على احد، بل تعلم واجبها كشقيقة كبرى، على الرغم من قسوة الظروف التى تمر بها.. اقتصادياً وسياسياً، يبقى استقبال الاشقاء واجبا علينا باعتبارهم اخوة وليسوا لاجئين.

.. ولكن هل من الطبيعى ان يترك اكثر من 11 مليون سورى شقيق بلدهم.. ويشتتوا فى بلاد الله؟

.. الملاحظة الأخطر فى الأمر ان دول الاتحاد الاوروبى وكندا تخطط لمنح جنسياتها للاشقاء السوريين المهاجرين، واستيعابهم فى مجتمعاتها التى تعانى نقصا فى القوى العاملة، وتراجعاً فى أعداد الشباب، فهل ما يحدث جزء من مخطط لتفريغ سوريا من اهلها وشبابها؟

وهل ذلك خطوة اولى لتنفيذ مخطط تقسيم عنصرى - عرقى - شيطانى، لأجمل بلاد العرب؟ على طريقة «ستالين» الشهيرة مع بعض جمهوريات الاتحاد السوفياتى السابق، او وفقاً لتجربة «تقاسيم» يوغوسلافيا؟

.. قلبى ينفطر لما يعانيه إخوتنا السوريون، وعقلى يخشى ان تلقى سوريا مصير يوغوسلافيا والبلقان.

 

اللهم احفظ مصر وسوريا وأهلهما من كل سوء.

 

حسام فتحي