طيب!!!

 

ترامب.. وإستراتيجية «العُكْش»

 

يمر العالم بأجواء تشبه كثيرا ما حدث بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وتدمير برجى التجارة فى نيويورك،.. حالة من العداء للإسلام والمسلمين كشفت الغطاء عن عنصرية مقيتة، وألقت الأضواء على أشخاص وأحزاب وجماعات ومسؤولين يحملون كماً هائلاً من الغِل والحقد على الإسلام والمسلمين.

نستطيع القول إن اليمين المتطرف المعادى للمسلمين فى أوروبا وأمريكا قد استعاد عنفوانه الذى خفت أو كاد خلال السنوات القليلة الماضية، وانه مقبل على أزهى أوقاته، يتضح ذلك بجلاء فى فرنسا، وتنضح به التصريحات العنصرية للمرشح الجمهورى المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية، الملياردير دونالد ترامب، الذي أطلق «حزمة» من التصريحات المنفّرة والتى تمتلئ عداء للإسلام والمسلمين.

بدأ دونالد ترامب هجومه باقتراح بضرورة إنشاء قاعدة بيانات إجبارية تضم كل المسلمين في أمريكا، ثم مطالبته بوقف دخول المسلمين الى الولايات المتحدة، وواصل استفزازه للعرب والمسلمين بتأكيده أن العالم اليوم كان سيصبح أفضل لو ظل معمر القذافى وصدام حسين أحياء!! لأن الناس الآن فى العراق وليبيا يتم قطع رؤوسهم، وهو ما لم يكن يحدث فى الماضي!

.. طبعا سارع البيت الأبيض للتبرؤ من كلام ترامب، وأعلن فى بيان رسمى أن تصريحاته لا تعبر عن الولايات المتحدة وتتعارض مع القيم الأمريكية فى حرية الأديان والمساواة واحترام حقوق الإنسان، وتضامنت «البنتاجون» مع الرئاسة مذكرة الملياردير «الفاشى» بأن الجيش الأمريكى يضم أكثر من 5 آلاف مسلم، بينهم أكثر من 500 من قوات النخبة، ولم يتوان زعماء العالم الحر في انتقاد الدعوات البغيضة لترامب.

.. ولكن هل حقاً دونالد ترامب مجرد مهووس.. عنصرى.. حاقد.. أرعن.. أحمق.. كما نسعى لتصويره؟

أعتقد أن الرجل يعلم جيداً بحكم خبرته الناجحة فى عالم المال والأعمال أن خلف التصريحات الرسمية للمسؤولين الأمريكيين عن حقوق الإنسان والمساواة ونبذ العنصرية تكمن مخاوف حقيقية وريبة شديدة تجاه المسلمين، ويعلم أكثر أن رجل الشارع الأمريكى تم شحنه إعلامياً ليتخذ موقفاً عدائياً ضد كل ما هو إسلامى، فقرر «ترامب» اتباع سياسة نجح فيها النائب الموقر «العُكْش» وهى مخاطبة الناس بلغة «يفهمونها»، والتعبير عما يدور فى خيالهم ولا يستطيعون الإفصاح عنه، فقام هو بذلك نيابة عنهم، وكانت النتيجة «مذهلة» للجميع!

.. لا أشك أبداً فى «تأصل» العنصرية لدى هذا الترامب، فقبل المسلمين تطاول على الأمريكان من أصل مكسيكى، ومن أصل أفريقى.. صاحب ذلك موجة من الحوادث العنصرية ضد مواطنين أمريكيين «سود» أعقبتها مظاهرات وحوادث شغب وعنف.

فهل يخاطب «ترامب» «بذور العنصرية» الكامنة لدى بعض الأمريكيين، ويراهن على الأغلبية البيضاء فى الوصول الى مقعد «أقوى رجل فى العالم».. كرسى رئاسة الولايات المتحدة؟

.. أعتقد أن مجرد الرد على افتراءات هذا العنصرى فى وسائل الإعلام العربية ستكون كمن يتحدث إلى نفسه فى المرآة، ومن الضرورى أن تعمل الدول الإسلامية على وضع إستراتيجية حقيقية لتصحيح صورة الإسلام والمسلمين أمام العالم كله غربه وشرقه، وتعديل الصورة النمطية للمسلم قبل أن تلتصق بها صفات سيئة يسعى الإعلام الصهيونى إلى تأكيدها، يساعده فى ذلك عنصريون ومجانين.. للأسف مسلمون!

 

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.