طيب!!!

 

.. لا تغتالوا.. «زيدان»

 

.. مشهد اغتيال د.فرج فودة قفز إلى ناظرى وأنا أشاهد الدكتور يوسف زيدان يقدم «تفسيره» الخاص لموقع «المسجد الأقصى» بما يخالف المتعارف عليه، ويؤكد أن المقصود هو مسجد يقع فى الطائف فى «السعودية، ولا علاقة له بالقدس.

.. أحسست بالخوف على الرجل من فتوى بإهدار دمه، كما فعل د.عمر عبدالرحمن وبيان العلماء بفرج فودة، تلك الفتوى التى نفذها أشرف سعيد وعبدالشافى رمضان عندما أطلقا الرصاص عليه مساء يوم 8 يونيو 1992 أمام مكتبه وتحت بصر ابنه أحمد.

.. شاء القدر أن أقترب كثيرا من د.فرج فودة - رحمه الله - بحكم عملى الصحفى، وأن يشهد مكتبه فى أرض الجولف - الذى يبعد خطوات قليلة جدا عن منزلى - سهرات طويلة مع صعود نجمه فى أواسط الثمانينيات، وبدء تأسيسه لحزب المستقبل، وهى جلسات شارك فيها قلة ممن اقتربوا من الرجل، وكان منهم الصحفى الكبير أسامة عجاج، لذا كانت فجيعتى يوم اغتيال الرجل هائلة، ولا أود أن ينضم المفكر المصرى والروائى الكبير د.يوسف زيدان إلى قائمة الموت «التكفيرية» وتكون الرصاصة مقابل الفكرة، والطلقة للرد على الكلمة.

لا أزعم اطلاقا اننى املك من القدرات ما يمكننى من تأييد أو دحض رأى د.يوسف زيدان، لكننى افتخر به كروائي عربى، واستريح للزاوية الصوفية فى أفكاره، وأوقن أنه واضح وصريح وصادم فى آرائه التى تحتمل الاتفاق أو الاختلاف، لكنها أبداً.. لا تستحق الرجم!

حاوروا د.يوسف زيدان، واطرحوا أفكاره أرضاً ان استطعتم، جادلوه حجة بحجة، وقارعوه نظرية بمثيلتها، ولكن أرجوكم لا «تستسهلوا» إصدار فتوى باغتيال أفكاره، ولا تنسوا أن الرجل ـ تتفق معه أو تختلف ـ حُجة فى تدقيق الوثائق، وخبير فى سبر غور المخطوطات، ومتخصص فى التاريخ، وليس مجرد أديب هاو، أو مؤلف مغمور، ولو كان طالب شهرة لكفته «عزازيل»، ولو كان ساعياً وراء الخلاف فيكفيه «النبطى» ولو كان راغبا فى الإثارة فعنده «ظل الأفعى».. وأخواتها.

أرجوكم بدلا من البحث عمن «دفع» له.. حاوروه..

وبدلا من التفتيش عمن «دفعه» .. ناقشوه..

وبدلا من رميه بالعمالة للصهيونية.. جادلوه..

وبدلاً من الإفتاء بقتله.. حاججوه..

وبدلاً من رجمه .. سائلوه..

ونحن اليوم أحوج ما نكون للحوار الحضارى والبعد عن محاربة التفكير بالتكفير..

كلمة صغيرة فى أذن د.يوسف زيدان: ألم يكن أكثر حكمة مناقشة رأيك المختلف فى مجالس العلماء بدلا من طرحه على العامة عبر الفضائيات؟!

 

.. وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء