طيب!!!

..ربنا يزيد ويبارك

..الحمد لله رغم الفيروسات الكبدية والفشل الكلوى، وكل الأمراض المصاحبة لخط الفقر وما تحته، «نجح» المصريون منذ ساعات فى كسر حاجز الـ90 مليون نسمة فى الداخل، بالإضافة إلى ما بين 8 و12 مليونا فى الخارج!!.. أى إن الرقم الحقيقى «التقريبى» لعدد المصريين تجاوز 100 مليون مصرى!

..لم ينجح ثالوث الفقر والجهل والمرض فى «كسر» نِفْس المصريين وإجبارهم على خفض معدلات النمو، بل يبدو أن من تأقلم مع 30 عاماً من حكم مبارك يمكنه «فعل» أشياء أخرى كثيرة!! حتى أن معدل الزيادة الطبيعية للمصريين تطور خلال الفترة من 2000 إلى 2014 ليصل 2.52% بعد أن كان 2.11% فقط عام 2000.

..بصراحة.. لا يمكن إخفاء الإعجاب المشوب بالدهشة من تعامل المصريين مع أشياء ومواقف كثيرة، لكن بماذا يمكن تفسير هذا التضاد الصارخ بين كثرة الشكوى من الأوضاع كافة، وفى الوقت نفسه الإصرار على إهداء مصر المزيد من المصريين؟ ..هل هو تفاؤل كبير بتحسن الأوضاع فى المستقبل؟! «بأمارة إيه؟»... أم هى «سادية» مفرطة تصل إلى حد تعذيب الأبناء؟!.. أترك الإجابة للمفكرين وعلماء الاجتماع...

غير أننى لا أحبذ أبدا تلك الرؤية السوداوية لزيادة السكان، والنظر إليها على أنها أمر كارثى ومأساوى ويلتهم أى جهود للتنمية، فمنذ سبعينيات القرن الماضى ونحن «نقذف» بملايين الجنيهات فى برامج كبح جماح الزيادة السكانية، و«انظر حولك»، وتحديد النسل، ودعم وسائل منع الحمل، ولو أننا وجهنا هذه الأموال إلى «التعليم» وحده لضربنا عشرة عصافير بحجر واحد ـ وإن كنت لا أحب ضرب العصافير ـ فالمصرى «المتعلم» سيكون أكثر حرصا على تعليم أبنائه، وبما أن مستوى التعليم يتناسب طرديا مع التكلفة، سيكون «المصرى» المتعلم ميالا إلى الاكتفاء بعدد محدود من الأبناء حتى يتمكن من تعليمهم تعليما أفضل.

هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى، لماذا لا ننظر إلى زيادة القوى البشرية على أنها «إيجابية» لو أحسنا تنميتها.. وتعليمها.. وتوجيهها إلى أسواق العمل الصحيحة فى الداخل والخارج؟

أتمنى أن تحتضن مصر 100 مليون متعلم تعليما حقيقيا، نفخر بهم فى أسواق العمل داخل وخارج مصر، ونرفع الرأس برؤيتهم يعودون لاحتلال مكانتهم الطبيعية، سواء كمهنيين محترفين أو كعلماء بارعين.. متفوقين.. بدلا من إنفاق الملايين على برامج «انظر حولك»... ثم «افعل» ما تريد!!

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.