طيب!!!

مبادرة.. «جميلة» - بقلم: حسام فتحي

..حسب أرقام الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، فإن أكثر من نصف مليون إنسان مصرى بحاجة الى زراعة كبد، ناهيك عن أكثر من ضعف هذا الرقم يحتاجون لعلاج طويل الأمد أو دائم، وللأسف فإن غالبية المرضى لا يشعرون بأعراض تلف الكبد أو اضطراب وظائفه إلا بعد فوات الأوان، لذلك يطلق الأطباء على أمراض الكبد «الأمراض الصامتة».

وأنا هنا لا أتحدث عن أكثر من 15 مليون مصرى مصابين بالتهاب الكبد الوبائى من نوع (&<700;يروس ـ سي) سيئ السمعة، وهو الرقم الذى قدره خبير زراعة الكبد د.محمد نجم، ونقلته عنه وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، اى ان حوالى 14% من الـ 90 مليون مصرى مصابون بال&<700;يروس، وبذلك نحقق المركز الأول عربياً بلا منازع، ومركزا متقدما جدا.. جداً عالميا.. والحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه.. وحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن كان سببا فى سوء صحة المصريين!

أعود إلى زراعة الكبد، والمبادرة الرائعة للوزيرة «المختلفة» حلوة الروح.. جميلة العقل نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين فى الخارج، والتى دعت فيها جراحى الكبد المصريين المقيمين فى الخارج الى الانضمام اليها والتبرع بإجراء جراحات للمرضى غير القادرين داخل مصر، خاصة مع ارتباط أمراض الكبد غالبا بالبشر الأكثر عوزا، وارتفاع تكلفة الجراحة حسب مهارة الجراح واسم المستشفى، وتتراوح الجراحة الواحدة بين 200 و500 ألف جنيه مصرى.

..ناقشت الفكرة مع صديق جراح، فأكد على نبل المقصد، لكنه حكى لى كيف انه مع مجموعة من الجراحين الأجانب والمصريين المغتربين الذين يشار لهم بالبنان قرروا تنفيذ أمر مماثل فى مصر، وتمكن من إقناعهم بترتيب رحلة ترفيهية لهم يقتطعون منها بضعة أيام قلائل لإجراء جراحات نادرة «مجانا» إلا ان الروتين والبيروقراطية وبعض المنتفعين نجحوا فى «إفشال» المبادرة الإنسانية.

وبالطبع، فإن وجود شخصية رفيعة.. منفتحة على العالم، قادرة على التفكير«خارج الصندوق» مثل الوزيرة نبيلة مكرم، لا يعد أمرا كافياً وحده لإنجاح الفكرة.. فهناك جوانب أخرى أهمها استجابة وتفهم وزارة الصحة، والقائمين على أمور المستشفيات الحكومية والخاصة، وان كنا نستبشر خيرا بموافقة وزير الصحة د.أحمد عماد الدين راضى على تقديم جميع التسهيلات والدعم المطلوب لإنجاح المبادرة، وندعو الله ان تنجح الفكرة بعيدا عن معوقات البيروقراطية، حتى يتم تعميمها على جراحات اخرى.

ولا أظن أبدا ان أبناء مصر من الجراحين العظام سيبخلون على اخوتهم وأهلهم بيومين او ثلاثة من إجازاتهم السنوية، يجرون فيها جراحات.. لوجه الله والوطن.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء