طيب!!!
خرافة حياد الإعلام
...ومن قال إن الإعلام «قادر» على.. أو «راغب» فى.. «الحياد»؟
أساتذتنا الأجلاء فى كلية الإعلام جامعة القاهرة - قبل 30 عاما - علمونا ضرورة أن يحاول الصحافى كاتب الخبر أو التحقيق أو الحوار أو التقرير، وليس كاتب المقال بالطبع، أن يكون «محايدا»، اتفق فى ذلك جلال الحمامصى، وخليل صابات وسامى عزيز وعواطف عبدالرحمن وإجلال خليفة وسمير حسين، وحتى جيل ليلى عبدالمجيد ومحمود علم الدين وحماد إبراهيم، مع حفظ الألقاب والاحترام للجميع.
وعندما خرجنا لمعترك الحياة الطبيعية، اكتشفنا وبسرعة كبيرة «خرافة» أن تكون محايدا، وكان ذلك قبل ظهور «آفة» برامج «التوك شو»، الموجهة مسبقا، أو كارثة برامج الـ«ONE MAN SHOW»التى يقتحم فيها «الإعلامي» عقلك، ويسعى بكل الطرق لإقناعك بصحة وجهة نظره، والتى غالبا ما تعبر عن «مصالح» رجل الأعمال صاحب القناة، الذى يدفع «الأُبَيّج».. ويلقى بـ «النحتاية»، وتجىء من جيبه «السبوبة».. وإذا لم تك مصدقى فافتح أى قناة فضائية واستمع بـ «عقلك» لأى من نجوم الـTalk SHOWأوONE MAN SHOW!!
وفى دراسة قصيرة ومكثفة وموجزة بعنوان «خرافة الحياد فى الإعلام الغربي» يجيب أستاذى الدكتور المحترم محمود علم الدين عن سؤال مهم هو: كيف تحولت وسائل الإعلام فى الديموقراطيات الغربية الى أسلحة للتزييف والخداع الشامل؟ ويشرح لماذا يلاحظ المتتبع لأداء وسائل الإعلام الغربية وجود نوع من التحيز المقصود والتضليل المتعمد فى تغطية الشؤون السياسية الداخلية المصرية، وتعمد قلب الحقائق والتحيز الواضح لدعم جماعة الإخوان والقوى الداعمة لها باعتبارها قوى ديموقراطية، متناسية كل الأعمال الإرهابية التى قامت بها، وآلاف الشهداء والجرحى من الجيش والشرطة والمدنيين، فضلا عن الكيل بمكيالين فيما يتعلق بضحايا الإرهاب، مستشهدا بما وقع فى باريس مؤخرا، وقبله ما حدث لجريدة «شارل إبدو».
ويعطى د.محمود علم الدين فى دراسته القصيرة نماذج حية للتضليل الإعلامى، ووقائع حدثت مع صحافيين وإعلاميين كبار، طحنتهم الآلة الإعلامية التى يسيطر عليها اليهود فى أميركا وبريطانيا.
وأزيدك أستاذى الفاضل - ولا أزايد على علمك - هناك أيضا فى مصر أقلام شريفة تم كسرها، وأصوات عاقلة تم إخراسها، وعقول لامعة تم طمسها لأنها رفضت أن تغير قناعاتها، وتتبنى وجهات نظر سادة «الأُبَيّج».. وأصحاب «السبوبة».. وملقى «النحتاية».. وبانتظار ميثاق شرف إعلامى محترم، وقانون قابل للتطبيق، وضمائر لديها بعض الحياء.. لإنقاذنا من إعلام الضلال الذى نعيشه.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
حسام فتحي