" قرصه" فى أذن" أبوصلاح"!- بقلم : محمود الشربيني
--------------------------------------------------
-قبل أن تقرأ: الليله.. هل تشبه البارحه حقاً؟
-يبدو أن يوم "السبت" فى حياة رجل الأعمال المثير للجدل صلاح دياب لا- ولن- يحمل- ذكريات طيبه فى حياته بعد اليوم، أو على الأقل هذا ماتبدى لنا حتى الآن!
******************
السبت 22-10-2011" أُخْرِجَ الرجل من قصره فى منيل شيحه" ، فى "حماية" دبابات المجلس العسكرى، إثرمحاولة إقتحام أهالى مركز ابوالنمرس له،بعدتبادل لاطلاق الناربكثافه بين حراسه والأهالى!
- السبت 7 نوفمبرالماضي، وبينما ستائر ظلام تلك الليله "المريعه "تكاد ترتفع عن الأرض،وقبل أن يلوح فى أفق حياته ضوء نهار الأحد، فيعتدل حظ "سبته" الحزين، أقتحمت الشرطه- والعامه!- مخدعه(وهو من هو،أو كماقال للمقتحمين فى أول إطلالة لانفعاله والسكين يسرقه:أنا صلاح دياب!)ثم..أخذوه من يديه.. كبلوه بالأصفاد..وضعوه فى البوكس، وربماألقوا به فى التخشيبه، قبل اقتياده للتحقيق معه كأى مجرم من المجرمين!
ماذا إذن عن الليله والبارحه .. هل تشبهان بعضهما هنا؟ فالمجلس العسكرى الذى أنقذ " دياباً وعائلته" ، بقوه قدرها 4 تشكيلات أمن مركزي،ورتل من 4 دبابات و3 مدرعات بإجمالى 18 سياره مدرعه ، أُسْتُبْقِىَّ منها فى ذلك اليوم مدرعةً ربضت أمام منزله لحمايته،ناهيك عن خروجه فى معية فريق من رجال المباحث وتشكيل من القوات المسلحه، إذا به يُفاجِىء - أو يَصدِم لافرق.. وبعد نحو اربعة أعوام فقط من إستنقذه بالأمس- صلاح دياب بأنه فقد " حظوته"( أوسطوته!) عنده.. عندما أقتحمت نفس التشكيلات العسكريه والفرق الأمنيه والأجهزه المخابراتيه، غرفة نومه،وجرحرته مكبلاً بالحديد،ومكتوياً بنار التجريس والإهانه!
محنة صلاح دياب لم تنتهى بإخلاء سبيله الأربعاء 11 نوفمبر ، بعد أن قضى أربعة أيام قيد الإحتجاز، ،ولا بكتابته بضع سطورٍ فى مقال بجريدته( المصري اليوم) (السبت أيضاً!) 14 نوفمبر قال فيها نصاً تحت عنوان " إختبار" :"أقدر الرئيس السيسى مثل ملايين المصريين المخلصين.. هل حدث ما كدر صفو العلاقة؟ كلام صدر منى؟ يجوز.. لكن حسن النية مؤكد والهدف يظل واحداً يجمع الجميع وهو مصلحة الوطن"!!
لماذا تحدث صلاح دياب عن الرئيس السيسي؟ لماذا " قال - أو إفترض - أن يكون السبب "شيء ما كدر صفو العلاقه" ،أو "كلام صدر منى.." (يقيناً فى جلسات خاصه.. طبعاً)؟ هل أراد أن يؤكد ماتناثر من جمر الكلمات ،بأن ماحدث كان " قرصة أذن"؟أم أن السطور الرقيقه المعتذره كانت هى الثمن؟!
*******************
"أنشات جريدتى من أجل صحفى واحد" ! أسست "المصري اليوم" من أجل "مجدي مهنا"! الجمله بتوقيع صاحب ومؤسس المصري اليوم "صلاح دياب"،وقد عرفته لفتره قصيره للغايه!إلتقيته في مكتبه ذات يوم من أيام مابعد ثورة يناير ، وقت أن كانت "المصري اليوم" تستدعى الأحلام العريضه في المستقبل وتحلم بوطن العيش والحريه والكرامه الانسانيه"..وتنثر عبير"الورد اللى فتح فى جناين مصر فى 25 يناير العظيم !
عندما حدد لى الرجل موعداً أعترف أننى لم أكن أعرف عنه كمليونير الكثير! خِلتهُ يمتلك المصري اليوم فقط، ولم أعرف بعد أن سلسلة محال "لابوار" الشهيره ، وكافيهات on the run ، فضلاً عن استثماراته العقاريه فى منتجعى صن ست هيلز ونيوجيزه ومحطات موبيل ومزارع بيكو للاغذيه العضويه،هى أسلحته للولوج إلى عالم المليارديريه.لم تشغلنى ثرواته، رغم أننى ذهبت إليه راغباً فى الكتابه بصحيفته.. فلم يكن سيغترف من جيبه ويعطينى بلا حساب ..ولكنى شغلت معه بأمر غايه فى الدلاله.. فرغم محدودية مواردى، فإننى أستمتع بالإنفاق ولو بحرق الأموال فى تدخين"الدافيدوف" الألمانيه و"السيجار السويسري"،ووضع نفسى على "الحافه" بشراء السيارات الرباعية الدفع،، لكنى فى المقابل لاتستهوينى فكرة التأنق ، بشراء بدل من "لان&<700;ان"،أو ساعات "رولكس" الفاخره ، وأكره أكثر أن أبدد أموالى القليله ،فى إقتناء "الهواتف الذكيه".. (هل يجوز أن انفق كل هذه المبالغ الطائله ل" طق الحنك"؟!) لذا كان مفاجئا لى أن أعمل بنصيحته قدمه، و أن أشترى هاتفاً من نوع "أيفون" forفى أول اختراع له، فقط.. لكى يمكننا- كما قال- "أن نتحدث معاً وسوياً من الكويت إلى القاهره وبالعكس"مكالمات دوليه مجانيه باستخدام برنامج ( ال ف ا ي ب ر - الفايبر!!!)الذي أخبرنى صديق فى أميركا أنه برنامج إتصالات صنعته "إسرائيل" خصيصاً للتنصت على العرب!
كلما فكرت فيما طلبه الرجل منى ، سَخِرتُ كثيراً من أموال المليارديرات التى تئن منها خزائنهم ،ثم سخرت من نفسي ومن سذاجتى، فتجربتى مع كل رجل أعمال تعاملت معه فى "بيزنس"، كشفت لى ،انه لو وجدنى " "جنيهاً" يمكنه أخذه فلن يتورع !
حتى الخميس الفائت ،أعتقدت أن مثل هذا اللقاء الخاص سيظل طى الذاكره ، وكان تقديري أن حرجا شديداًسيصيبنى دائماً،إذا فكرت فى نشر " المفيد" منه، ،بعد أن باعدت بيننا السبل ولم يمكننا التواصل لأجل الهدف الذي سعيت له، عندما فكرت بعد الثوره فى العوده الى الديار ، متوهماً أن إنجازنا الثوري سيثمر مكاناً لى ولغيري، من المهجرين قسرياً فى أحراش الصحافه العربيه!
عندما صدم الناس بمشاهدة "أصفاد" صلاح دياب، وبتداول "فيديو" القبض عليه،إستعادوا عملية "دهم و "ضبط" وزير الزراعه فى الشارع قبل أيام ! وقال بعضهم: " محدش أحسن من حد"( لكن محمد فوده أحسن طبعاً!). لانعرف حقيقة مايحدث، لكن مانعرفه هو أن "صديق (الأمس) بدأ يفقد ملاكه الحارس"؟
لا بأس .. لم أكن على أية حال بحاجه لمعلومات عن إستثمارات صلاح دياب وأمواله و( لابواره) ولا حتى "أراضيه" التى يتهم اليوم باغتصابها وسرقتها من الدوله،وتسقيعها لمدة 20 عاماً، فهذأ أمر تضطلع به النيابه ويفصل فيه القضاء، وانما كنت معنياً بعدة أمور"صغيره"هى فى حقيقة الأمر " كبيره".. وكبيره جداً.. (ربما من نوعية الفايبر والآى فون for الذي إقتنيته بطلب منه)!
شغلنى أولاً ماجرى فى 2011، عندما أضطر الرجل إلى تبادل إطلاق النار مع جيرانه، بسبب سور ال&<700;يلا، والخروج منهامحميًا بجنود ومدرعات الجيش.. كان تقديري أن هذا ممايسيء الى الرجل الذى يمتلك أكبر صحيفه خاصه فى ذلك الوقت، ولذلك استخدمت " الفايبر"( الاسرائيلى!) لأكتب له "رساله نصيه"بهذا المعنى ،راجياًأن ينهى هذا الوضع مع ( الناس) بأى شكل! منذ ذلك اليوم تبادلنا محادثات قصيره، بعد"أحداث برلمانيه"معينه فى الكويت، ولدى تفكيره فى تأسيس تليفزيون " المصري اليوم"، ورغم هذا " الإقتراب" إلا أنه إبتعد، عندماسألته إن كان مستعداً لإفساح المجال لكاتب عروبى قومى ناصري للكتابه فى جريدته- قبل أن يستكتب تقريباً الناصريان "الجمال" و" الحكيم"- إذ لم يبدِ حماسةً، وانما حدثنى عن تعاون مزمع معه فى تليفزيون "المصرى اليوم" وكان وقتها " فكره"، من دون أن يفكر فى أننى أريد العمل من القاهره لامن الكويت.
فى ذلك اليوم البعيد عنا الآن ، الذي التقيته فيه ،لم أكن أتوقع أن تجري الأمور كما جرت أمامى ..فقد أطلّ لعينى "صحفياً قديراً".. يفصل بين الاداره والتحرير قدر استطاعته، فقد استوعب غضب الاستاذ الدكتور ( ح ن) بسبب عدم نشر مقالاته على الصفحه الاخيره ، الذي لم يعجبه أن تطل من تلك النافذه مقالات الدكتور "الشوبكى" فقط، وقد أستوعب غضبته على رئيس التحرير،ولكنه لم يلقِ باللائمه عليه . أما موقفه من زميلنا الراحل عبد الله كمال -وكان بذيئاً فى خلافه معه،خلافه معه،فقد كانت مفاجأة مدهشه ان يقول لى -وبعد إخراجه من روزا اليوسف - انه يحترم قلمه و مهنيته ،وانه لايزعجه نقده، بل ولامانع لديه من أن يستكتبه! وفى تلك الاثناء تناثرت معلومات عن ان صلاح دياب يستكتبه بالفعل، واستحدث له بابا اشتهر بعنوان " نيوتن"، نظن انه "المطرقه" التى يريد بها صلاح دياب ان يهوي على راس خصومه متى اقتضى الامر!
لم يتفوه صلاح دياب عن عبد الله كمال بكلمه قبيحه ، ولم يتحدث عن كاتب بما لايليق، ولا عن صحيفه بشكل مسيء، وانما تحدث بفخر عن ان المصري اليوم حديثة العهد اصبحت اليوم تنافس الاهرام بكل عراقتها وتاريخها وانهما تباعان ( آنذاك) معاً عدداً بعدد.
ولما إنتقل سليمان جوده وكان يكتب- ولايزال- عامودا بالمصري اليوم، الى الوفد شريكا فى رياسة التحرير مع الزميل اسامه هيكل،قرر سليمان التوقف عن الكتابة بالمصري اليوم ، بسبب ما أعتبر تعارضاً فى الافكار والاهداف و المصالح بين الجريدتين،و اذكر ان صلاح دياب قال لى انه طلب إلى سليمان الإستمرار،فلما تجلى له اصراره على موقفه ، فإنه قال له ان المصري اليوم مفتوح له فى أي وقت.
الحديث عن سليمان جوده يقتضى بالضروره حديثا عن الراحل الجميل الكاتب الصحفى مجدي مهنا! فقد كان مجدى مهنا في نهاية الثمانينات ولجزء من التسعينات سكرتيراً لتحرير العدد الاسبوعى وكنت أحد محرريه، وسليمان أهم مساعديه.. فلما اختلف مع جمال بدوى ، وضاقت به الوفد ، فانه شكا لصلاح دياب فى أحد لقاءاتهما -وكان صلاح يحبه- فكان ان أنشأ المصري اليوم لأجل "مجدي مهنا".
حديث صلاح دياب عن الصحفيين يفيض بالتقدير، واظن أنه عدا عن بعض من يخلطون فى الحديث بين صلاح الاستثماري وصلاح الصحفى ، فانهم بادلوه تقديراً بتقدير.. ولكن سليمان الحكيم غمز بعضهم من قناة أنهم يفتقرون للفروسيه عندما نازلوا صلاح دياب ، بعد ان سقط من فوق جواده!
بعد أن قرأت : تهيبت منذ قبض على صلاح دياب أن أكتب عنه، خشية ان أخلط بين الذاتى والموضوعى وبين الصحفى والاستثمارى في الرجل، فيحسب على ماكتبت وكانه دفاعاً عنه ، لكنى أظن الآن أن الذي وضعت الكلابشات فى يديه هو صلاح دياب "الاستثمارى"، وليس صلاح دياب "الصحفى"!
صلاح دياب الاستثمارى أسس "المصري" لاجل مجدي مهنا، اما "لابوار" و"بيكو" وموبيل الخ فهى لاجل صلاح دياب نفسه، ولكن الصحفى دفاعاً عن استثماراته قال شيئاً ما هنا أو هناك، فكان ان أهدرت قواعد ظننا أنها راسخه، ومنها "المتهم برىء إلى أن تثبت إدانته"، وسقطت العداله عندما انتهكت خصوصية بيته، فالرجل معروف وكان بالإمكان إستدعاؤه ، واتخاذ مايلزم من أجراءات لحماية ممتلكات الدوله،وبدا واضحاً أن النظام يشغل الناس بمعارك يستفيد منها خصومه، حتى ان " المكبي" الشهير بالدكتور" الجوادي"، غرد قائلا: صلاح دياب سيخرج إلى بيته خلال ساعات وسيستقبلهم واضعاً ساقاً على ساق!
المعادله المغلوطه هنا أن الذين يريدون النيل من السلطه هم من ركزوا على الجانب المهنى وتحدثوا عن سقف إنتقادات"المصرى" مع ان المساله تتعلق بالدرجه الأولى ب " صلاح الاستثمارى" وليس صلاح الصحفى"!